٢٠١٤-٢٠٢٤
عشرة أعوام مرت !
كنت شابة تخطو خطوتها الأولى متعثرة في الجامعة، متنقلة بين حماس البدايات و توتر النهايات في كل فصل دراسي..
لم أكون أي صداقات جديدة و لم أتعلم أي مهارة لذلك ..
صداقاتي قديمة و إن لم تكن بذلك العمق الذي تمنيته دومًا و لكنها عزيزة و غالية فكانت بسمةٌ مضيئة في الأيام التي ظننتها أقسى ما سأمر به في حياتي..
تخصصت في علم لم يثر اهتمامي مطلقًا..
اجتهدت لمجرد الاجتهاد و لأن هذا ما جبلت عليه نفسي منذ نشأتها..
تخرجت و بكيت عند استلامي لإفادة التخرج من قسم التسجيل و لم أشارك في حفلة التخرج التي أقامتها الجامعة بعد ذلك بعامين أو أكثر..
اكتفيت بمشاعري التي مررت بها حينها و أغنتني عن أي وثيقة تخرج أو صورة بعباءة التخرج.
كنت دائمًا الأخت المتأخرة و الصديقة المتأخرة و الطالبة المتأخرة و الموظفة المتأخرة.
أقول مازحة أن جزيئاتي تتحرك أبطئ مما تتحرك به كل جزيئات الكون و أني تعايشت مع هذه الحقيقة و أُجْبَر من حولي على التعايش معها
..
و لكنني و منذ أسبوعين نقضت هذي النظرية..
صرت أستيقظ مبكرًا مهما كان النعاس يجرني إلى حلم آخر..
و بالرغم من دفء السرير أرحب ببرودة الماء كل صباح..
ما زلت أختًا و صديقةً و طالبةً متأخرة..
و لكنني مؤخرًا صرت مسؤولة مبكرة..
تسألني زميلتي في العمل ضاحكة : كيف استطعتي الالتزام بالحضور على الوقت..
أضحك معها و أجيب بداخلي : لأني مجبولة على الاجتهاد.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا*
(و الله يعلم و أنتم لا تعلمون)
شكلي لأني قررت أكتب الصبح بداوم اليوم متأخر
و عادت بدرية لعادتها القديمة