موقع طلبة جامعة البحرين

يمكنك تصفح الموقع كزائر ولكن ندعوك لتسجيل عضوية خاصة بك لتحصل على كافة الصلاحيات مثل تنزيل ملفات المكتبة وقراءة تعليقات هيئة التدريس وغيرها. يمكنك الحصول على عضوية مجانية بالضغط على زر تسجيل. إذا قمت بالتسجيل مسبقا فيمكنك الضغط على زر دخول.

تسجيل دخول

لا بد أن أكتب !

مع اشراقة الصباح تلوح بهجة في الافق
تتصاعد الأماني كضباب يتبعثر في برودة الشتاء
تتلكأ الأحلام غافية
يخفت صوتها ، يبهت ضياءها ،
وتتوه منك ، تتملص منك كل المعاني
تنام على ايقاع الوحدة ، حالما بأيام أجمل
بأن يجدك من تقدره
بأن تجد من يقدرك
بأن تصل إلى حيث تنتمي
وبأن تنتمي لمكانك الحقيقي
بأن تخضر أغصانك الجافة ،
بأن تكون بخير
بأن ترى الواقع الجميل وتنعم به
 
ماذا تبقى من الياسمين
كانت امي تجلب لي بين الايام باقة من المشموم والياسمين المقطوف من زراعة المنزل الصغيرة
تبلله وتقدمه لي لأشمه واسعد برائحته
كنت غافلا حينها ، او لعلي كنت اقدم هذه الباقة بدوري الى من اطلب رضاها
محاطا بانواع من الأعزاء ،

سيأتي 2025 ، ثلاث سنين ونصف منذ رحيل أمي
وسنتين ونصف منذ رحيلها

وما زلت واقفا على أطلال الماضي ، مقيد ، لا أملك خيارات ولا املك ما يحلي أيامي
صرت استنفذ عصارة الاشياء الاخرى ، عمل مستمر به إلى أن يتخلوا عني
قراءة وثقافة الى الابد كشغف ينقذني
علاقات عائلية لها حدود ، فيها رسمية وحواجز
ذلك ان الحب والاهتمام حصري ، اشعر اني متطفل حين اتحدث مع من هو مغمور بحب اسرته وابنائه
هل ينتظرني حب مستقبلي ؟ وبعيدا عن ذلك .. ماهو الجديد الذي سأغيره في 2025 ؟
كيف يمكن لي أن أجعل حياتي جنة ، مليئة بالسعادة والرضا
ان اخلق التغيير البراق في روتين حياتي الوحيد المتكرر

في كل يوم أعود مساءا مثقلا بالاسئلة ، هل كان يوما جيدا ؟ هل اديت فيه ما يجب أن أؤديه ؟
هل سعدت بلحظات هذا اليوم ؟ عن أي سعادة اتحدث
في كل ليلة تنهشني الوحدة ، ألوذ بأي أحد لأطفأ لهيبها ، اتكلم في الواتسب ، اتفقد هذا وذاك .. اسرة .. واصدقاء .. لا تضيف الاحاديث شيئا ، لا تختفي الوحشة ، وحين اعود للبيت اجلس مع الاهل ، اطفأ قليلا هذه الوحشة بالجلوس والحديث ، و تمضي الأيام

على مفتتح 2025 اجد ان شغفي تدنى الى حد واضح ، اعيش لأني ما زلت حي ، دون أن يكون ليومي هذا الطعم الذي يليق به
لا اجد المتعة حقا ، قد اكون اصف حالة من الاكتئاب ، ولكن لن اعترف يوما اني مكتئب ، لن اضيف لقائمة امراضي هذا المرض

انا اعرف أنه يمكنني ان اعثر على البهجة ، وانا احاول كل يوم للوصول اليها .. لكنها موحشة من غير رفيق .. وصعبة حين لا تجد لأفعالك أثرا أو طائل .. اجتهدت طوال 2024 في مختلف الاعمال .. فماذا تغير يا ترى ؟ لا شيء

اسعد كثيرا باستقبال السنوات الجديدة ، اتفائل ب 2025 ان يكون فيها تغييرات ايجابية للافضل ، ان اكون فيها سعيدا هانئا بكل الأحبة، كل سنة وانتم بخير
 
اليوم ابنة أخي شبيهة أمي وشبيهتي بدت قلقة تماما في فترة الامتحانات
شخصيتها مثل شخصيتي ومثل شخصية امي
لديها توتر وقلق في الدراسة ، مهما تدرس لا تشعر بالكفاية ، مع أن معدلها الماضي 98.6 ، هي في الاعدادي

ذكرتني بنت أخي بنفسي جيدا ، كل الجهود المضنية التي بذلتها ، كل التعب والسهر ، كان بهذه الطريقة تماما
يدرس الناس ساعات محدودة ، بينما انا ادرس كل الوقت ، اعمل رسومات هندسية طوال الوقت ،
وأعيش التوتر طوال الايام لتحقيق ما يجب على اكمل وجه
اتسائل هل هذا الشيء نحن مجبورون عليه .. نحن الثلاثة .. امي انا و بنت أخي
هل هذه طبيعة مقدرة لا تعرف الخرق
أمي كانت هكذا تبذل كل جهدها .. كأنها كانت تعطي ماء عينيها لنا ، دون أن نقدر ذلك
هذا النوع من الاشخاص لا يتم تقديرهم ابدا ، ربما حتى لو رحلوا لا يتم تقديرهم
مؤسف مقدار التضحية التي ستبذلها ابنة اخي في حياتها ، اتخيل كيف ستبذل وتبذل من أجل رضا المدرسة والجامعة والعمل والأسرة ، تعيش في عالم من القلق والبذل المستنزف ، دون أن يقول لها أحد شكرا، سوف يسخرون منها مع الأسف ، هذه الشخصية التي هي نفس شخصيتي تبدو امام الناس بضعف واضح وتلعثم وتوتر يجعل الناس بسهولة يضربونها في الصميم ويرون أنها ليست ذات قيمة عالية، الناس يقدرون الواثق من نفسه فقط، ويعشقون النرجسي.


حين أرى ابنة اخي هذه بين فترة واخرى ، أجد شخصا يشبهني في ذاتي الغريبة الوحيدة ،
حتى اخواني لا يشبهني أحد منهم ،
حتى ابنة اخي هذه لا تشبهني في كثير من الامور بالطبع ، ولكن حين تتكلم وحين تعبر عن معاناتها ومشاعرها أحس بأنها تتكلم عني
سعيد بأن هناك من يشبهني في هذه الحياة ، وسعيد لأنها تشبه أمي أكثر ، هي تشبهها وهذا يشعرني بالسعادة ، يذكرني هذا الامر بعلي الأكبر الذي ورد انهم اذا اشتاقوا الى رسول الله رأوا عليا.

أعود فأطرد التعلق ، ستبقى المسافة بعيدة ، لا يمكن أن أكون أبا أو شبه أب لأقاربي ، منذ مدة طويلة تنازلت عن مثل هذا الطموح ، صرت راضيا بدور العم المهتم ، حين أعود إلى غرفتي احس بالغربة والابتعاد ، لعلاقات قرابة مقطوعة هكذا بين جمعة وجمعة ، واحيانا بين اسابيع ، تهيمن عليها الكلافة والانزواء وعدم التعود، ولكن في النهاية ليس لي سوى هذا.


مع المضي في العمر يبدو أن الألفة لا تأتي بسهولة
حتى الصداقات ،، لدي معارف كثيرون بالعشرات ، لكن لا احد منهم يمكن لي ان اتصل به دون سبب
مع مرور الزمن يعتز الانسان بمن بقي ، لا يريد منهم شيئا ، يريد فقط ألا يخسرهم
ذهب الماضي بكثير من الاشخاص ، وها انا ابقى ، على مسافة آمنة .. لأخبر أن كل كلمة منك هي ضوء نور
كن دائما مشعل إلهام يضيء أفئدة الأجيال
 
كم هي فياضة كمية المشاعر والأحاسيس ها هنا


واكتب واكتب.
وحلق بنا.
 
ارتعاشة المطر الغامضة
أحب المطر .. كنبتة عطشى .. ترتوي بالمطر
مع مشهد الغيوم الرمادي حلقت روحي بعيدا ، تذهب الى عالم جميل لا افهمه
وحين سقطت قطرات قبل الغروب .. احسست بعذوبة الحياة وبأن الحياة لا زالت جميلة

ماذا يريد المطر أن يخبرني به ، لماذا أحب المطر
رغم اني امرض مع المطر ، السكلر لا يتوافق ابدا مع المطر

ومع ذلك ، روحي تتوق للمطر ، خاصة هذا الغيث الأول ، أول امطار الشتاء
ومع كل تأمل جميل تحت المطر تشرق فيها روحي اتسائل باستغراب
ما هي دروس المطر ، ماذا اراد المطر أن يخبرني حين دبت في داخلي كل تلك السعادة الغامرة
ماذا افعل كي استحوذ على ما اعطانيه المطر في هذه اللحظة

جمال المطر هو أمر غير مفهوم ، امر غريزي بعيد
مشهد السماء الرمادية ، قطرات في كل مكان تبلل الشوارع ، ورائحة غبار مبتل مشبعة بكل ما تبقى من الأحلام

استذكر مشاهد جميلة في المطر ، والغريب ان ذاكرتي تعيدني الى المطر في الجامعة ، حين يباغتنا ويسقط فنهرب الى مظلة أو قرب مبنى ، ونراقب كيف يمشي الناس بسرعة تحت المطر، مرت ايام ممطرة علينا .. كنا في امتحانات ، او نسلم واجبات ، او ليس لدينا شيء .. فقط نتأمل المطر قبل الدخول إلى حصة أخرى.

للمطر ابتهاجه الغير مبرر ، اريد ان اسحب هذا الابتهاج واعممه على كل يوم مشمس ، الى ال 350 يوم في السنة التي لا يسقط فيها المطر .. اريد ان ابتهج فيها ذات الابتهاج
واهم من الابتهاج .. ان ادرك سبيلي الذي ابحث عنه
دائما حين ارى المطر .. ادرك اني تهت عن سبيلي .. اني فتى ضائع .. وأن الوقت لم يتأخر كي أجد نفسي واسلك طريق العودة إلى السعادة الابهى

حسنا .. اتوقع ان هذا هو ما يذكرني به المطر
يذكرني أن لا انسى كم كنت برعما سعيدا متفتحا للحياة ..
يذكرني أن لحظة المطر اجمل حين تكون برفقة من تحب
يذكرني أن السعادة المشرقة ليست بعيدة المنال
يذكرني أن قلبي ما زال غضا طريا وإن كسته الأيام من غبارها ودخانها
يبدو أن المطر يغسل القلوب والنفوس ، يحررها ولو قليلا مما اصابها
وبعد المطر ، ستبدو الاشجار والبيوت وكل شيء بألوان زاهية مشبعة ،
افلا تكون أنت مثلهم .. انسان جديد زاهر
أفلا تجد طريقك الذي تهت عنه
أفلا تجد المحبة التي لطالما تقت إليها
إن المحبة تخرج من قلبك لتصل للآخرين
فما بالك ساخط كثير من الأوقات .. وما بال مزاجك يتعكر بين الحين والحين
وما لك لا تستطيع أن تتحدث مع أحد إلا بتكلف وصعوبة

وداعا أيها المطر ، عد قريبا كي تحدثني
 
التعديل الأخير:
تذكرني هذه الحيرة بحيرتي حين كنت في كلية المعلمين في يوليو واغسطس 2010
كانوا يفهموننا بوضوح ان شهادتنا هي لتعليم المرحلة الابتدائية فقط
كنت متوجسا من هذا الأمر ، لأني ببساطة أحب العلم واحب ان ادرس الامور العميقة والصعبة جدا،
وكنت حينها اطمح لأن اكون دكتور في الجامعة كي اشرح هذه الامور
كان طموحي يناطح السحاب ، اظن انني سأغير وجه العالم
وحين لاحت فرصة الهندسة المعمارية وجدتها اكثر لمعانا وطموحا ، رغم أن امي كانت متوجسة كثيرا من قراري هذا

ربما حين ندمت على الهندسة نظرت الى كلية المعلمين بأنها خيار افضل قليلا
ولكن الان اعرف بأنها كانت لا تناسبني على الإطلاق،
أنا لست معلما ملهما للأمانة ، قد انجح في تعليم شخص واحد او مجموعة صغيرة
لست أستطيع التأثير في الاطفال حين يكونون في جماعة، بل لعلي اخشى من تنمرهم
اليوم فقط سمعت من اطفال الشارع انهم يقولون طويل كأنه فرعون ، لا ادري هل يقصدوني ويسخرون مني ، ولكن هذا آخر اهتماماتي

سعيد انني اتعافى من التأسف على الماضي
وأني انظر بايجابية لكل التجربة كمسار متعرج صعب وجميل في الوقت ذاته
وأني بعد كل ذلك حي ، وبعد كل صعوبات الحياة أعيش هذه الساعة بسلام
لقد اكتسبت حكمة التجربة ، وإن تحولت إلى رجل ثرثار توقف عن الإنجازات الحقيقية

ربما تجد حلولا كثيرة ، ربما دراسة شهادة تجعلك تترقى، أو تغيير مكان العمل، لا اعرف
عسى أن يسدد خطاك ربي لتجد ما يحقق لك الراحة والسعادة
كل التوفيق
 
كتبتها صباح الخميس 30 يناير وكنت لن انشرها لأنني احسست انني اعيد شريطا ربما يصبح مملا على من يقرؤه
ولكني سأنشرها كي اقول اني هنا ، استمع حقا واهتم
لنذهب الى صباح الخميس التاسعة والنصف صباحا:

يشرق الصباح على إثر رائحة مباغتة تتناهى الى أنفي
كنت ذاهبا الى المركز الصحي ، عند الباب المؤدي الى المصاعد في الطابق الأرضي ، جاءني شعور مبهج على اثر استدراكي لمفهوم بعيد وغامض ، وتائه من منظومة حياتي المعتادة.

لطالما فكرت في وسيلة للاستفادة والبهجة من كل صباح ، كون صباحاتي اصلا ساعات فراغ، وصار في ذهني ان الصباح الذي يكون فيه انجاز ما .. تكون فيه سعادتي متحققة، أو لعلني اشرق في هذا الصباح ، الاشراق هو ذلك الشعور الذي احسسته حين تألقت روحي في هذه الثواني بعد ان شممت رائحة غبار لم افهمها ، وبقيت حتى الآن وانا ارتشف السيلان بوريدي في هذا الصباح الجميل اتسائل عن المعنى دون ان اعرف ، غير اني كنت اريد ان اتحدث وحسب ، ولم أجد احدا يسمعني في هذا الصباح

قد لا تعجب احدا افكاري السخيفة ، كل ما تحدثت عنه هو رائحة غامضة ، وهذا آخر ماتبقى لي من الحنين والشغف والطموح ، تلك الشرارة التي تدعو لمغامرة جديدة وانجاز جديد .
 
كان يوما جميلا ونافعا ، اعني يومي هذا ، لو لم انصدم بخبر وفاة هذا الرفيق القديم
كان رفيق مقاعد الثانوية ،
لم اكن اميل اليه ، ولعل هذا ما يجعلني احزن أو اشعر بالذنب
توفت أمه وهو صغير وعانى من مشاكل مختلفة اسرية وصحية،
خرجت معه يوما أو اياما في اول سنة جامعية وعرفت من حينها اننا لن نكون اصدقاء وهذا ما حدث
ولكن كنت اصادفه باستمرار فلا ابادله الا بالهروب ،
هل كان يستحق كل هذا الصد ؟ ألم يكن يستحق شيئا من الرأفة ؟
الموت أمر مهول ، احقا لن أرى هذا الانسان مرة أخرى ؟
هل تصدق أنه كان من أواخر الذين شاهدوا بروفايلي في التيكتوك ، ربما خلال الايام القليلة الماضية
ولقد رأيته خلال السنة الماضية مرتين في شهور متباعدة برجل ملفوفة بالبندج ويمشي بالعكاز ربما بسبب مرض السكر
وافضل ما يطمئنني هو انني وجدته في مكان فبادرته بالسلام والسؤال عن الأحوال ، وافترقنا
احيانا احسد الذين لا يفكرون كثيرا، الذين يقهقهون بسعادة غامرة ولا يذهب تفكيرهم ابعد من الامور الساذجة البسيطة ويبقون دائما في ضحك ولامبالاة.
 
رغم المتاعب تولد اللحظة الجميلة ، لحظة السعادة الغامرة ، هي لن تكون بسبب معين ، هي فقط تحدث ، هي اشبه بالسكينة إذ تتنزل على العباد ، حيث يجد الزمن المثقل بالمتاعب فرصة له ليتحرر ، الحمد لك ربي ، وهبت لي نضرة هذا الصباح البهي مجددا.

بدأت اشعر أن مقياس النجاح في يومك ليس الإنجاز المادي ، بل بأن تكون في اطمئنان وطاعة لله وبهجة بما اتيح لك اليوم.
 
يحط المساء ثقله على القرى الناعسة ، اعراض جديدة هذين الاسبوعين لمرض لا يهدئ ، مع ذلك اللطف الإلهي موجود
كل شيء اذا يسره الله فيكون يسير ،
في مثل هذا الوقت احس بأني لا استطيع الامساك بأوقاتي ، لا استطيع ان انجز حقا ، أو أفكر بشكل سليم
الالم والإرهاق المستمر لا يتيح لك المجال كي تشعر بلحظاتك العابرة على عجل.

ومع ذلك أحاول باصرار أن انجز وأقوم بمهامي
واتسائل ما اخبارهم
مساءكم رياحين
 
ضوء الشمس المنعش يضيء وجهي المبتهج
خرجت من غرفة الطبيبة لأعبر قاعة الانتظار ، يجلس فيها ما يزيد عن العشرة من الرجال والنساء ، ينظرون إلي ولا ينظرون.

أتيه في مفترقات الطرق ، قاعة الانتظار هذه هي مفترق طرق ، لأناس مختلفة تصادف ان اجتمعوا في هذه اللحظة لأجل الرعاية الصحية ، وكل واحد منهم له قصة ، حتى الطاقم الطبي الذي يزدهي به المكان كل له قصته

كل لحظة اجتماع مع البشر هي مفترق طرق ، لحظة متفردة لللقاء ، وأعرف ايضا ان هذا اللقاء لا بد له أن يكون عابرا و سطحيا بامتياز، ربما تستمع الى حوار بسيط أو موقف عابر.

في هذا المركز بالتحديد تبادرني فكرة مليئة بالشغف وهي كيف يمكنني أن أقوم بانجاز مهم في هذا الصباح ، اليوم كان كل انجازي الصباحي انني ذهبت الى السوبرماركت والآن انا في المركز الصحي ، وها قد انتهى الصباح.

ايامي تشبه هذا الرتم المنساب من الأحداث العادية ، تهدهدني رائحة جميلة استنشقها حين ادخل ذلك السوبرماركت ، رائحة قادمة من اعداد الفطائر او ما شابه ، تسعدني قيادة السيارة في نصاعة اليوم البهي ، واظل وفيا لاشعة الشمس الدافئة في برودة جو لا يتحمله جسمي جيدا ، استلهم من اسرتي الحب ، و أجد في اعماقي سبيلا للشوق والحنين لا ينضب إن شاء الله.
 
اللغة العربية مليئة بالتوهج
تخصص لطالما سحرني ، ومادة كانت استثناءا جميلا في ايام المدارس على اختلاف مراحلها
هو التخصص الوحيد مع التاريخ الذي اظن انني لو دخلته فلن اندم ، لأنه يعبر عني.
وكان لي من كل فترة الجامعة مادة لغة عربية واحد ، عرب 101 اخذتها في الصخير في صيفي مملوء بحرارة الشمس التي تلفح وجوه الذاهبين والعائدين من الجامعة الشاسعة التي تبدو مقفرة في فترة الصيفي

ورغم ذلك فلست انسى ذلك الصيفي ابدا ، اتوقع اني اخذت كلكولاس 2 مع العربي في هذا الصيفي ، او مادة اخرى لست متأكدا ، لك ان ترى ان اغلب موادي هكذا ، ارقام وحسابات او تفاصيل مادية لا تحفر في وجداني المليء بالأدب والمعنى،

لم اكن حينها اميز بين ما احبه ولا احبه ، كنت انذاك في تحدي مع كل ما يواجهني كأنني ما زلت في الثانوية ، اريد اجتياز واتقان كل ما يأتي الي ،وقد نجحت في ذلك ، نعم ، كنت مجتهدا في الرياضيات والهندسة والرسم والحفظ وكل شيء ، ولكن هناك مواد معدودة اشعرتني بالتألق ، بأنني في حضرة هذه المواد استمتع حقا ، اجد نفسي ، اشارك دون كلفة, افهم دون عناء دراسة ، كانت هي مواد مثل التاريخ .. والدين .. والعربي

العربي كان عشقا حقيقيا ، كان الدكتور هو منذر عياشي ، وفي ذلك الوقت كان هناك مأخذ عليه من الناحية السياسية ، ورغم هذه المشاكل كان حضور ذلك الصف اشبه بالعروج في افاق معنوية عذبة ، وكنت اهيم بهذا الفصل واعتبره مكانا راقيا ، وانظر الى طلبته نظرة احترام لأنهم يشاركوني هذه التجربة ، واتعشق الدروس والمنهج والمراجعة ، ولم يخطر ببالي للحظة أن اغير التخصص.

اتذكر الدروس ، اتذكر ان الدكتور هاجم نظامه السوري اكثر من مرة ، اخبر مرة انهم لا يسمحون بالصلاة في الاماكن الرسمية ، وقال عن دعبل الخزاعي انه كان متشائم ، وقال امورا اخرى ، ورغم ذلك كان مجرد شرحه للدروس وعرضه لها مسرحا من الجمال بالنسبة لي ، فكيف لو درسني د عيسى او مدرسين اخرين ، وحصة الصيفي كانت ساعتين ونصف ربما احضرها دون كلل ، واعيش هذه المادة التي اتضح لاحقا اني احبها.

في صف اللغة العربية لاحظت كيف اني شغوف بينما الاخرون ليسوا شغوفين بقدري ، كنت اخرج فامدح واحب الحديث عن المادة بينما اغلب الزملاء يتحدثون بتذمر واضح عن المادة ويحبون ان يهربوا منها باصرار ، خبرت نفس الشيء في تخصصي حين كان هناك نجوم لامعين في الصف مبدعين ومحبين للتخصص ، تجدهم دائما حاضرين ويفهمون كل شيء ويتواصلون مع الدكتور بسلاسة ويبدعون ويحصلون على التقدير ولا يشعرون بالتعب الشديد لأنهم ببساطة يقومون بشيء يحبونه ، بينما انا كنت اغالب نفسي على اللحوق بالدرب وفهم المطالب ومحاكاة الابداع في الرسم والهندسة ، وللامانة كنت مبدعا حقا ، ولكن توهني تعدد المواهب هذا ، تهت لأني ابرع في اكثر من حقل وقادر على ان انجح في اي مجال، دون ان اميز بين الفرق الدقيق بين ما انجح فيه وبين ما احبه.

ورغم ذلك ، الحمدلله على كل شيء ، لو ذهبت من البداية الى تخصص العربي لربما كرهته في النهاية لأهون سبب ، ربما حين ادرس اجيالا ما وتحدث لي مواقف سيئة في الفصل فأكره التدريس واكره التخصص برمته ، من يدري، لم اكن من الA students ، حتى في اللغة العربية ، ذلك ان نظامي الداخلي دائما لا يتقيد بما يقوله الاستاذ بل يحاول ان يبدع شيئا في خيالي ، او يعبر او يحل الامتحان بطريقة غير النموذجية ، انا اعرف اني مبدع اكثر من كوني ملتزم بالمناهج والنظم التعليمية، وربما لو اصطدمت باساتذة الاداب كثيرا وخضعت لتقييمات ونظام مجحف لكنت كرهت الادب .

من شغف حبي للعربية والتاريخ والآداب بنيت جامعة طوال السنين الماضية ، قرأت وعرضت عشرات المواضيع الادبية والتاريخية معجونة بحنيني الى شيء لم يكن ، هذا الحنين والاهتمام اسعفني واعانني في وقت ليس لدي شيء غيره استند عليه

مع التحية
 
عودة
أعلى أسفل