موقع طلبة جامعة البحرين

يمكنك تصفح الموقع كزائر ولكن ندعوك لتسجيل عضوية خاصة بك لتحصل على كافة الصلاحيات مثل تنزيل ملفات المكتبة وقراءة تعليقات هيئة التدريس وغيرها. يمكنك الحصول على عضوية مجانية بالضغط على زر تسجيل. إذا قمت بالتسجيل مسبقا فيمكنك الضغط على زر دخول.

تسجيل دخول

لا بد أن أكتب !

سأنتظر..
وسأقص سيرة فقد الانسان الأعز على قلبي

10 فبراير 2021 ، اتجول في قريتي فأرى شجرة برية قديمة ( كشجرة الحياة ) ، أوقفت سيارتي تحت ظلالها ، واخذت اصورها واستأنس بمنظرها الجميل .. احسست بأن عمرها يعد بالعشرات من السنين .. وأحسست على نحو خفي أنها سترحل قريبا ، انها ستقطع كما قطعت كل الأشجار والنخيل المليون في بلادي .. ولكن لسبب ما وقفت عندها وتأملت الخضرة التي تبدو من بعض اطرافها ، وإلى الشيخوخة والذبول الذي يبدو من اغلب فروعها.

10 مارس 2021.. أعبر على تلك الشجرة قاصدا لرؤيتها في ذلك الصباح ، حدس ما جعلني أذهب ، ولما وصلت .. كانت الشجرة مسواة بالأرض ، وهاهي جذوعها واغصانها مقطعة مرمية على الأرض.

حزنت كثيرا على هذه الشجرة، ظننت أنها إرث لهذه القرية وهوية يفترض أن تبقى ويستصلح مكانها ليكون حديقة للتنزه، ورحت أحاول ارسال شكوى بيئية في الوزارة ، لا أتذكر هل ارسلتها ام ام استطع لأن صندوق الشكاوى الالكتروني فيه عطل أو شيء .. ولكني حزنت لدرجة عبرت فيها بألم لأخي ثم لزوجتي ، اتذكر كيف كانت زوجتي تقول: الناس تموت وانت تحزن على شجرة!

في 2021 كنت منطويا على نفسي في شقتي ، لا انزل كثيرا فأجلس مع الوالد والوالدة ، هذه عادتي البائسة .. ان اهمل الجلوس معهم ، الغداء معهم ، وانكفأ على نفسي في شقتي محاولا حل أعبائي التي لا تحل .. مؤجلا حصص بر الوالدين الى ايام ظننتها ستستمر طويلا.

لم أكن ارى كيف انها كل حياتي ، درعي الذي يحوطني في كل يوم بالدلال والحب، وانا كأي طفل مدلل .. لا يريد الاعتراف بدلاله .. ويعتبره منقصة، في جلسة البر تلك اخذت بالبوح لها قليلا ، تحدثت معها حديثا من القلب ووصل الى القلب ، عن الحزن في صدري ، واخذتني بحنان وعطف كبيرين، لقد كانت تفهمني تماما وتبكي بكاءا صارخا كلما نعى الناعي على الحسين وترفع يدها بالدعاء ، تدعو بحرقة .. ولها حاجة ماسة . ، يااه يا أمي ..

كانت تصلي كثيرا .. تتعبد كثيرا .. وأفضل سنواتها في العبادة كانت أواخرها، كأنها كانت تتنقى

في ابريل 2021 اخبرتني برؤيا شاهدتها ، كانت قد صلت صلاة تهدى للوالدين ، فلما نامت شاهدت أبوها واقفا قرب بيت أبيها القديم ومأتمهم الذي كان يتعهده ابوها واعمامها، كان ابوها لابسا ثوبا خضراء وبغترة جميلة وكان مبتسما، فأولنا رؤياها بأن ابوها سعيد في مدفنه بهذه الصلاة التي اهدتها له.

في شهر مايو كان الكورونا قد انتشر في عائلتنا .. كل اسرة من اخواني يصيبهم ويعانون منه ثم يطيبون بحمد الله، افترقنا عن اهالينا اكثر ، كانت امي تخاف علينا كثيرا فتأمر بهذا التباعد، رغم ذلك فالمرض مر على الجميع .. وفي يوم من الأيام .. أصاب أمي .. كانت طول حياتها صلبة قوية لا تسمح بأن تبين لنا ضعفها .. كانت تتألم من كثير من الامراض ، دون ان تشتكي ودون ان يعرف سوى القليل من اولادها ..

بعد قليل من الايام من مرضها كنا نرى ان حالتها آخذة بالتدهور .. اذعنت اخيرا للاسعاف .. أخذها من البيت .. كان اخي يشعر منذ ذلك الوقت أنها لن تعود، كان هو وحده المطلع على التفاصيل ، وكنا كلنا نؤمل الخير .. ترسل لي الصوتيات الجميلة .. تبعث لي رسائلا جميلة بأنها قوية وتشعرني بحبها، ولا انسى ذلك الاتصال الاخير معها .. وانا ابعث لها بكل كلمات الحب في الواتساب .. وارسل لها وجهي المبتهج .. مصطنعا البهجة من أجل تشجيعها .. لكن قلبي يحترق عليها ..و كل يوم كنت الاحظ انها تلهث اكثر من اليوم الذي قبله ، أمي تختنق .. يركبون عليها كل الاجهزة وهي تختنق ..

اتذكر اخر كلماتها التي ارسلتها لي . كلمات لا تفهم .. مليئة بصوت الاكسجين الهادر .. والصوت المختنق المتعب

لم تكتب لنا كلنا .. ما عدا اخي هذا الذي يعرف بالتفاصيل .. كان يخبأ عنا التفاصيل واحسن فيما فعل .. لا استطيع وصف المأساة كيف كانت .. ثم حولوها الى ذلك الشيء الذي يسمى تنفس اصطناعي .. ودخلت غيبوبة .. ورحلت كما ترحل الأشجار

أكانت الشجرة التي قطعت هي تمهيد .. لشيء سيجري في المستقبل.. أكانت اشارة من عالم الغيب.. حقا بينهما شبه كبير، لم تكن تلك الشجرة البرية تحتاج إلى احد كي يسقيها بالماء ورغم ذلك كان فيها اخضرار جميل .. وجذوع هدها التعب والشروخ ..

أكان والدها في الرؤيا مبتسما مستبشرا برحيلها الوشيك إلى عالمهم ؟

رحلت ولم أبرها حقا .. قدمت لي كل شيء .. احبتني الحب كله .. رحت افتش في محادثاتنا في الواتسب .. كل الصوتيات الجميلة التي تقولها .. وانا الذي ارد احيانا واحيانا لا ارد .. كثرة الحب وكثرة الخوف علي .. وتواصلها الجميل .. كعالم وردي كنت اعيشه طوال عمري .. الان فقط تلاشى واصبحت في غربة .. حط وجعي الجديد على وجع اقدم .. هدني الألم على امي .. تتالت مشاهد القبر والعزاء والاربعينية دون أن أعي .. كنت اراها في احلامي .. واصحى مسرعا لأكتب حلمي .. دونت عشرات الاحلام لأمي وهي تبتهج لي .. تحضنني .. تخفف آلامي .. توحي لي بأنها في مكان جميل .. ناجيت قبرها .. فهمت معنى الموت .. والقبور .. والفقد ..

لماذا أكتب هذا الكلام ها هنا .. لأبث هذا الحزن ، لأقص شيئا مما عايشت .. لعل الألم اذا جاور آلام الآخرين يهون .. لا أريد أن يقرأ هذا الكلام الكثير.. يكفي ان يقرأه شخص واع مثلك..

والآن بعد هذه الشهور .. أجبرت نفسي على النسيان ، لم أعد استمع الى صوتياتها .. اجترار الالم والحسرة والشعور بالذنب .. والاشتياق .. انني اعرف بأنها لو كانت حية لما رضت أن أحزن ولو يوما واحدا .. والخير هو اهداء الاعمال الصالحة لها .. وادخال السرور على احباءها من اقاربها ، وإكمال مسارها الطيب الذي سلكته في هذه الحياة، احببت خالتي بعد وفاة امي كثيرا .. ووجدتها العوض .. وشبيهة الأم في حنانها وصوتها وآلامها .. حفظها الله وأمد بعمرها..

ما ثبت قلبي وطمنني ان امي خرجت من هذه الدنيا راضية عني .. مسامحتني في كل شيء .. يربط على قلبي مشهد تقبيلي على رأسها وطلبي منها ان تسامحني على كل شيء، ربط على قلبي كل كلام الحب الذي كانت تحدثني به كل يوم.. وفي النهاية .. ربط الله عز وجل على قلبي منذ اول يوم .. ويوما بعد يوم تجاوزت هذه المحنة .. ونهضت منها .. والزمن كفيل بمداواة الجروح .. رغم طعم المرارة الذي ما فارقني .. لقد كبرت كثيرا بعد فقد أمي

إلى روحها وأرواح المسلمين الفاتحة
 
التعديل الأخير:
يوم الجمعة في بيت العائلة

اعيش في بيت العائلة ، فأنا أصغر اخواني ، المدلل لدى المرحومة أمي ، المميز والرافع انفي بسببها ، والمغترب بعد وفاتها ، أمس الجمعة كان يوما حافلا ، اخذت الأطفال في السيارة إلى البرادة كعادتي ، اغدق عليهم من عطف العم والخال ، وفي الليل اتنقل بين اللعب بين الصغار ، والسوالف مع الكبار ، لعبة القطار من البنات الأطفال، ولعبة الكرة مع الأولاد ، وحديث خالتي واختي الكبرى عن أوجاعهم في المعدة والرئة ، عن ذكريات ابي قبل اكثر من نصف قرن ، وعن الجزر البحرينية التي يذهب لها اخي في عمله ، عن اختي واطفالها الصغار الجميلين ، وكل فرد من العائلة كانت لي معه قصة قوية وارتباط وثيق ، رغم اني انطوائي اتعب من الجلوس مع الناس ، الا انني اجد سعادة لا تكافئها اي سعادة اقضيها وحدي ، بل أني في وحدتي صرت استشعر غولا يتربص بي ، اهرب منه إلى العائلة فيتوارى عني قليلا

ذلك الغول هو الحياة كما اسفرت لي عن وجهها ، فوجدتها عجوزا تبشر بالهرم والمرض والوحدة والفشل والفقر .. و.... الكآبة .. لاا لا اريد ان اكون مكتئبا

اريد ان استيقظ يومي في الصباح شاعرا بالأمل ، بالطموح .. بالغاية وبالسعادة .. كما كنت اشعر بها سابقا بشكل كبير ، اخذت تبهت في ايامي هذه..صرت لا احب العمل .. لا احب الاستيقاظ مبكرا .. لا اجد جدوى من الانضباط وبذل الجهد .. وهذا احد اكبر مخاوفي، التي اريد ان اصارعها ..ادخل اليوتيوب ابحث عن رد على احدى مقاطع قناتي ، ادخل الواتسب .. ابحث عن احد كلمني او تحدث عني ، هل انا اناني حين ابحث دائما عن احد يهتم بي ، أليس كل البشر هم كذلك،مؤخرا صارت احدى اخواتي تهتم بي وتعطف علي بطريقة كبيرة وانا سعيد بذلك ومحتاج إليه..

كلما آن الوقت بالذهاب للنوم شعرت بالوحشة، في الصباح اكون قويا ونشيطا ، اما في الليل فاكون منهكا، وغالبا يكون لدي آلام في جسدي ، في القفص الصدري ، في الاطراف ، احس عندما ارمي بنفسي على السرير بأنني اذهب للموت الأصغر ، والموت الأكبر حاضر في عقلي ، لا اعرف لماذا لا احس بأي انجاز قمت به في ذلك اليوم رغم اني انجز الكثير ، هل أعاقب نفسي ، هل أقسو على نفسي ، حقا عشت يوما متنوعا وانجزت فيه الكثير ، ولكن في تلك الاثناء اكون منهكا حد الانغماس في الظلام ، واسوء ما قد الاقيه ان يفلت النوم من يدي فأعيش الأرق اتقلب يمينا ويسارا باحثا عن قطار متأخر يوصلني الى النوم. في تلك الاثناء من قبل النوم اتحسر اني لم اصلي ما بقي لي من الصلوات ،، الصلوات التي فرطت فيها في بعض سنين المراهقة .. هي كثيرة ، اتمنى ان اقضيها كاملة قبل أن أذهب من هذه الدنيا ، اتمنى ان ادفن قرب قبر أمي ، أو بالأحرى في قبرها بالتحديد ، احس انني اعود الى بطنها كما جئت منه ، واحط في حجرها الحنون الذي دللني ورعاني.

بالنسبة إلى الكورونا ، عافى الله كل مبتلى ، لا أعرف لماذا لم أصاب به حتى اليوم ، فقد اصبت في الماضي بانفلونزا الخنازير بين قلة من الناس ، فمناعتي ضعيفة تعتبر ، اما الكورونا فرغم غزوه لمنزلنا اكثر من مرة ، ومخالطتي بالكثيرين وتوصيلي للطلبات و عيشي بشكل طبيعي بدون اهتمام او قلق منه هو امر جعلني افكر في تفسيرين لهذا الأمر ، هل ان لدي مناعة طبيعية بطريقة ما من الكورونا ، أم انه ينتظرني يوم عسير مع الكورونا ، حفظ الله من يعانون منه والبسهم ثوب الصحة والعافية و ان شاء الله نتطمن عليهم قريبا
 
التعديل الأخير:
:icon1366:

عاهدت نفسي أن لا أعود الى هنا ولكني عدت ولا أعرف لماذا... قررت أن لا أكتب ولكن لم أستطع بعد قراءتي لقصتك...
 
:icon1366:

عاهدت نفسي أن لا أعود الى هنا ولكني عدت ولا أعرف لماذا... قررت أن لا أكتب ولكن لم أستطع بعد قراءتي لقصتك...
اهلا بك ايها الصديق العزيز
شكرا لوقتك وقراءتك واهتمامك
كل الشكر 😃🌷
 
بالتوفيق واصل كي نقرأ
 
الأبواب التي تحسب بأنها مغلقة يفتحها الله لك من حيث لا تحتسب :rolleyes2:
 
أيامكم سعيدة من العايدين والفايزين إن شاء الله
 
الساعة الثانية بعد منتصف الليل
شيء ما يؤرقني يبعد النعاس عن عيني
اريد ان اكتب ، لكن حتى الكتابة تغدو امرا صعبا للغاية حينما تبدأ تشك في جدوى ما تكتب

مغترب يبحث عن وطن
قلب يسع العالم كله يبحث عن متكأ

ذاكرتي في فوضى ، تبث علي صورها القديمة
من اين جاءت تلك الذكريات
برقت في عيني صورة باب !

باب صف جامعي في مبنى 33 في الدور الأول مطل على الحديقة المفتوحة
ما اللذي جاء بهذه الذكرى الآن ، ها انا افتح الباب ، ادخل صفي بحقيبتي السوداء، الطلاب والطالبات جالسون ، اخجل من طولي الفارع ، اخاف ان أكون محط سخرية ، اجلس ، وانصت واتصرف كطالب جيد ، ابقى قلقا من الاسايمنتات القادمة ، نخرج بريك مع الاصدقاء ، اشتري لي شيء ثم أعود، انكفئ في سبحانيتي صامتا والمكيف يتلو سيمفونيته الأثيرة على السكشن الساكتون طلابه المنهمكون فيه بأعمالهم. تترنح ذاكرتي ، اعود للآن ، لماذا زارتني هذه الذكرى الآن، ولماذا أستطيع استحضار وجوه زملائي وزميلاتي في ذلك الصف وفي صفوف أخرى غيره

يقال ان من يتذكر هو ذلك الفارغ الذي لا حاضر له
كلمة سلبية تؤرقني هي ايضا ، تتناثر الافكار السلبية من كل مكان ، ايجب ان انتقد نفسي كل حين؟ الا اتقبل نفسي وأحبها كما هي ؟!
خصوصا وانا الوحيد الذي اعرف نفسي ، للآخرين عذر حين يعاملوني بغير ما أكون ، فهم لا يعرفوني ، ولكن لا عذر لي اذ لم احب تلك الوديعة بين جنبي.

طفل انا ، احببت مواقع.. منتديات ، اسماء مستعارة تشارك في تلك المنتديات ، هاجر كل الأعضاء ، هاجر المنتدى بأسره وأغلق، من كانوا اعضاء يوما ما لا يتذكرون شيئا عن ماضيهم ، انا فقط الذي اتذكر ، اتذكر اسماءا مستعارة ، احتفظ بصورة صورتها احدى العضوات ربما في 2008 من سطح منزلهم ، منذ ذلك الحين احتفظت بالصورة لأني كنت عاقدا العزم اني حين اكبر واحصل على سيارة سأبحث عن بيتهم بالاسترشاد بهذه الصورة التي تظهر فيها بعض بيوت الجيران ، تبدو المهمة شبه مستحيلة ، ولكني كنت اتوق لمعرفة اي شيء عن تلك العضوة التي تقاربني في السن، هي واختيها اللتين يكبرونها ، هل كان ذلك نوعا من الحب ؟ حب طفل على وشك المراهقة، حب من طرف واحد، لم اذكر هذه القصة على احد طوال حياتي، حتى لنفسي لم اذكرها ، لأني اخجل حقا من كل ذلك ، وقد ينظر الي من لا يعرفني بأنني ابله، لا يهم ، انا هو انا ، بكل مشاعري الغريبة، حسنا لا اظن اني كنت احب شخصا بقدر ما كنت احب كل الناس ، أعضاء وعضوات ، اتذكر الكثير ، واذا هاجروا أبحث عنهم اين ذهبوا ، اكنت عاشقا خفيا ؟! من أنا ؟ لن تعرفني ، شقيت كثيرا حين اجد نفسي لا اشابه الآخرين ، اكان يجب ان اكون انسانا سطحيا اتصرف كما يتصرف الناس كي يقبلوني واحدا منهم ، أليست فرادتنا هي اعظم هبة اعطانا اياها الله؟

هناك عضوة كانت تكبرني بسنوات كثيرة، ابحث في حسابها في فليكر سنة 2012 ، صور للكتب والملزمات اثناء الدراسة ، صورة للمدرسة ، صورة للسماء والطبيعة ، صورة لكيكة التخرج، ثم دخلت تخصص التمريض ، كان ذلك من اكثر من 15 سنة ، اتساءل اين هي يا ترى الآن ؟ ايقدر لي في حياتي ان اعرف ما هو مصيرها، ان اراها يوما في مركز صحي وأذكرها بأنها تلك العضوة الفلانية ؟ لا يمكن لشيء من هذا ان يحدث ، احزن على بروفايلها المهجور، واترقب مجيئها ذات يوم ، اتنقل لبروفايل اخر ، ثم اخر ، ليسوا كلهم نساء بل بعضهم رجال ، اقول هذا الكلام كي ابرأ نفسي من تهمة اني كنت اعشق واتمعشق،

كنت ابحث لهم على وجود بعد ان رحلوا ، اين ذهبوا ؟! الا يعرفون اني هنا ابحث عنهم وأسأل عن اخبارهم ! كتبت ذات يوم في احد حسابات فليكر متشوقا ومتأسفا على احد المنتدى الذي اقفل، ردت احدى العضوات لتسأل هل انت من ذلك المنتدى ؟ ما هو اسمك فيه ؟؟ رددت بأن اسمي "الأسد" وأني لم اكن اشارك كثيرا ، قالت انها تتذكر شخصا بهذا الأسم ، قد تكون تلك مجاملة لأني لم اتكلم ولم احدث اثرا على احد، بل ما حدث هو العكس ، مواضيعهم كانت تسكنني ، العابهم ومسابقاتهم ومواضيعهم الجادة ما زالت في ذهني كأني لم اخرج منها،

أأبله أنا ؟ أأعشق سراب ؟ في الحقيقة لم تكن تلك الا تجربة، ليس الموضوع منتديات ولا جامعة ، كبرت وادركت اني اعشق العالم بأسره ، اسكن في افراحه واوجاعه ، واهمل ذاتي، متواضعا زاهدا وفي نفس الوقت طالبا حصتي من الاهتمام دون ان احصل عليها، فاذا تكلمت سألوني .. ومن تكون ؟ اتسألون انا من ؟؟ انا انتم .. روحكم التي بثثتوها في فرأيت روحي من مرآتكم ، وجدتكم فأحببت الروح التي انشأت الكلمات ، الكلمات تخبر عن كاتبها .. وحتى تكون للكلمات معنى ينبغي ان يقرأها قلب صادق الحب .. دائم الحنين،

الساعة تخطت الثالثة والنصف فجرا .. إلى

الساعة الثانية بعد منتصف الليل
شيء ما يؤرقني يبعد النعاس عن عيني
اريد ان اكتب ، لكن حتى الكتابة تغدو امرا صعبا للغاية حينما تبدأ تشك في جدوى ما تكتب

مغترب يبحث عن وطن
قلب يسع العالم كله يبحث عن متكأ

ذاكرتي في فوضى ، تبث علي صورها القديمة
من اين جاءت تلك الذكريات
برقت في عيني صورة باب !

باب صف جامعي في مبنى 33 في الدور الأول مطل على الحديقة المفتوحة
ما اللذي جاء بهذه الذكرى الآن ، ها انا افتح الباب ، ادخل صفي بحقيبتي السوداء، الطلاب والطالبات جالسون ، اخجل من طولي الفارع ، اخاف ان أكون محط سخرية ، اجلس ، وانصت واتصرف كطالب جيد ، ابقى قلقا من الاسايمنتات القادمة ، نخرج بريك مع الاصدقاء ، اشتري لي شيء ثم أعود، انكفئ في سبحانيتي صامتا والمكيف يتلو سيمفونيته الأثيرة على السكشن الساكتون طلابه المنهمكون فيه بأعمالهم. تترنح ذاكرتي ، اعود للآن ، لماذا زارتني هذه الذكرى الآن، ولماذا أستطيع استحضار وجوه زملائي وزميلاتي في ذلك الصف وفي صفوف أخرى غيره

يقال ان من يتذكر هو ذلك الفارغ الذي لا حاضر له
كلمة سلبية تؤرقني هي ايضا ، تتناثر الافكار السلبية من كل مكان ، ايجب ان انتقد نفسي كل حين؟ الا اتقبل نفسي وأحبها كما هي ؟!
خصوصا وانا الوحيد الذي اعرف نفسي ، للآخرين عذر حين يعاملوني بغير ما أكون ، فهم لا يعرفوني ، ولكن لا عذر لي اذ لم احب تلك الوديعة بين جنبي.

طفل انا ، احببت مواقع.. منتديات ، اسماء مستعارة تشارك في تلك المنتديات ، هاجر كل الأعضاء ، هاجر المنتدى بأسره وأغلق، من كانوا اعضاء يوما ما لا يتذكرون شيئا عن ماضيهم ، انا فقط الذي اتذكر ، اتذكر اسماءا مستعارة ، احتفظ بصورة صورتها احدى العضوات ربما في 2008 من سطح منزلهم ، منذ ذلك الحين احتفظت بالصورة لأني كنت عاقدا العزم اني حين اكبر واحصل على سيارة سأبحث عن بيتهم بالاسترشاد بهذه الصورة التي تظهر فيها بعض بيوت الجيران ، تبدو المهمة شبه مستحيلة ، ولكني كنت اتوق لمعرفة اي شيء عن تلك العضوة التي تقاربني في السن، هي واختيها اللتين يكبرونها ، هل كان ذلك نوعا من الحب ؟ حب طفل على وشك المراهقة، حب من طرف واحد، لم اذكر هذه القصة على احد طوال حياتي، حتى لنفسي لم اذكرها ، لأني اخجل حقا من كل ذلك ، وقد ينظر الي من لا يعرفني بأنني ابله، لا يهم ، انا هو انا ، بكل مشاعري الغريبة، حسنا لا اظن اني كنت احب شخصا بقدر ما كنت احب كل الناس ، أعضاء وعضوات ، اتذكر الكثير ، واذا هاجروا أبحث عنهم اين ذهبوا ، اكنت عاشقا خفيا ؟! من أنا ؟ لن تعرفني ، شقيت كثيرا حين اجد نفسي لا اشابه الآخرين ، اكان يجب ان اكون انسانا سطحيا اتصرف كما يتصرف الناس كي يقبلوني واحدا منهم ، أليست فرادتنا هي اعظم هبة اعطانا اياها الله؟

هناك عضوة كانت تكبرني بسنوات كثيرة، ابحث في حسابها في فليكر سنة 2012 ، صور للكتب والملزمات اثناء الدراسة ، صورة للمدرسة ، صورة للسماء والطبيعة ، صورة لكيكة التخرج، ثم دخلت تخصص التمريض ، كان ذلك من اكثر من 15 سنة ، اتساءل اين هي يا ترى الآن ؟ ايقدر لي في حياتي ان اعرف ما هو مصيرها، ان اراها يوما في مركز صحي وأذكرها بأنها تلك العضوة الفلانية ؟ لا يمكن لشيء من هذا ان يحدث ، احزن على بروفايلها المهجور، واترقب مجيئها ذات يوم ، اتنقل لبروفايل اخر ، ثم اخر ، ليسوا كلهم نساء بل بعضهم رجال ، اقول هذا الكلام كي ابرأ نفسي من تهمة اني كنت اعشق واتمعشق،

كنت ابحث لهم على وجود بعد ان رحلوا ، اين ذهبوا ؟! الا يعرفون اني هنا ابحث عنهم وأسأل عن اخبارهم ! كتبت ذات يوم في احد حسابات فليكر متشوقا ومتأسفا على احد المنتدى الذي اقفل، ردت احدى العضوات لتسأل هل انت من ذلك المنتدى ؟ ما هو اسمك فيه ؟؟ رددت بأن اسمي "الأسد" وأني لم اكن اشارك كثيرا ، قالت انها تتذكر شخصا بهذا الأسم ، قد تكون تلك مجاملة لأني لم اتكلم ولم احدث اثرا على احد، بل ما حدث هو العكس ، مواضيعهم كانت تسكنني ، العابهم ومسابقاتهم ومواضيعهم الجادة ما زالت في ذهني كأني لم اخرج منها،

أأبله أنا ؟ أأعشق سراب ؟ في الحقيقة لم تكن تلك الا تجربة، ليس الموضوع منتديات ولا جامعة ، كبرت وادركت اني اعشق العالم بأسره ، اسكن في افراحه واوجاعه ، واهمل ذاتي، متواضعا زاهدا وفي نفس الوقت طالبا حصتي من الاهتمام دون ان احصل عليها، فاذا تكلمت سألوني .. ومن تكون ؟ اتسألون انا من ؟؟ انا انتم .. روحكم التي بثثتوها في فرأيت روحي من مرآتكم ، وجدتكم فأحببت الروح التي انشأت الكلمات ، الكلمات تخبر عن كاتبها .. وحتى تكون للكلمات معنى ينبغي ان يقرأها قلب صادق الحب .. دائم الحنين،

الساعة تخطت الثالثة والنصف فجرا .. إلى اللقاء
هالشي واقعي؟
 
كان بودي أن أحج ، ولكن صحتي لم تسمح
ها انا متمسك بعملي ، احببت العمل واردت ان اواصل فيه
ايام سعيدة ومنظمة اقضيها ، لا يعكر صفوها الا الام المفاصل المستشرية هذه الايام.
هذه الايام كنت اذهب الى معرض الكتب المستعملة بالبلاد القديم، احببت رفقة الكتب ووجدت فيها الأنس والوحشة معا، اعاني حقيقة وانا اسعى للأنس خاصة حين اجلس مع الاهل والمعارف، تحوطني هالة كريهة من السأم والهواجس، اتغلب عليها بحياتي المنظمة المليئة بالمشاغل

بأي الكهوف ألوذ وكهفك الحصين ملاذي يا رب العباد ، رغبة اليك يا ارحم الراحمين وطمعا في عفوك، وأملا في البقاء حتى اؤدي ما فاتني واستدرك جرائمي.

اذا أقبل النهار سحت في أرض الله، اسوق وارتحل واستقبل اشعة الشمس الطاغية ايا كانت الحررارة ، مادام المكيف يكدح فأنا ارتحل، ابحث عن مغامرة، عن شجرة، عن غيمة ، عن بيت ، وعن كتاب، حتى اعود وانا في اوج الاستعداد لتناول الغداء، احب ان اتغدى بمفردي وانا اشاهد اليوتيوب، مدمن انا بالاستماع الى كل محتوى فكري. وبالقراءة من كل كتاب متميز ، اغوص واقرا واستمع ، خاصة في العمل ، حين لايكون لدي عمل، وجدت مجالي ومضيت عليه.

اتسائل احيانا كيف ان الله اعطاني ملكة تصرفني عن الاهتمام بشيء اخر يشغل كل الناس، ايكون ما افعله هو الغاية من حياتي ؟

اكتب لكم ايها الاخوة ، باعثا كل التحية لكم ، اتمنى ان تكونوا بخير ، كما اتمنى ان يعود حضوركم وتفاعلكم مثل الاول واحسن

تصبحون على خير
الله يرزقك الحج عن قريب نفس شعورك اخي كل ما امبي اسافر الى الحج و اقضي الواجب يعترضني طارئ بس عسى عن صلاح
 
الله يرزقك الحج عن قريب نفس شعورك اخي كل ما امبي اسافر الى الحج و اقضي الواجب يعترضني طارئ بس عسى عن صلاح
تسلم أخي العزيز ، الله يرزقني وياك الحج السنة الجاية او في اقرب فرصة ان شاء الله ، وموفق لكل خير عزيزي 😃
 
سأنتظر..
وسأقص سيرة فقد الانسان الأعز على قلبي

10 فبراير 2021 ، اتجول في قريتي فأرى شجرة برية قديمة ( كشجرة الحياة ) ، أوقفت سيارتي تحت ظلالها ، واخذت اصورها واستأنس بمنظرها الجميل .. احسست بأن عمرها يعد بالعشرات من السنين .. وأحسست على نحو خفي أنها سترحل قريبا ، انها ستقطع كما قطعت كل الأشجار والنخيل المليون في بلادي .. ولكن لسبب ما وقفت عندها وتأملت الخضرة التي تبدو من بعض اطرافها ، وإلى الشيخوخة والذبول الذي يبدو من اغلب فروعها.

10 مارس 2021.. أعبر على تلك الشجرة قاصدا لرؤيتها في ذلك الصباح ، حدس ما جعلني أذهب ، ولما وصلت .. كانت الشجرة مسواة بالأرض ، وهاهي جذوعها واغصانها مقطعة مرمية على الأرض.

حزنت كثيرا على هذه الشجرة، ظننت أنها إرث لهذه القرية وهوية يفترض أن تبقى ويستصلح مكانها ليكون حديقة للتنزه، ورحت أحاول ارسال شكوى بيئية في الوزارة ، لا أتذكر هل ارسلتها ام ام استطع لأن صندوق الشكاوى الالكتروني فيه عطل أو شيء .. ولكني حزنت لدرجة عبرت فيها بألم لأخي ثم لزوجتي ، اتذكر كيف كانت زوجتي تقول: الناس تموت وانت تحزن على شجرة!

في 2021 كنت منطويا على نفسي في شقتي ، لا انزل كثيرا فأجلس مع الوالد والوالدة ، هذه عادتي البائسة .. ان اهمل الجلوس معهم ، الغداء معهم ، وانكفأ على نفسي في شقتي محاولا حل أعبائي التي لا تحل .. مؤجلا حصص بر الوالدين الى ايام ظننتها ستستمر طويلا.

لم أكن ارى كيف انها كل حياتي ، درعي الذي يحوطني في كل يوم بالدلال والحب، وانا كأي طفل مدلل .. لا يريد الاعتراف بدلاله .. ويعتبره منقصة، في جلسة البر تلك اخذت بالبوح لها قليلا ، تحدثت معها حديثا من القلب ووصل الى القلب ، عن الحزن في صدري ، واخذتني بحنان وعطف كبيرين، لقد كانت تفهمني تماما وتبكي بكاءا صارخا كلما نعى الناعي على الحسين وترفع يدها بالدعاء ، تدعو بحرقة .. ولها حاجة ماسة . ، يااه يا أمي ..

كانت تصلي كثيرا .. تتعبد كثيرا .. وأفضل سنواتها في العبادة كانت أواخرها، كأنها كانت تتنقى

في ابريل 2021 اخبرتني برؤيا شاهدتها ، كانت قد صلت صلاة تهدى للوالدين ، فلما نامت شاهدت أبوها واقفا قرب بيت أبيها القديم ومأتمهم الذي كان يتعهده ابوها واعمامها، كان ابوها لابسا ثوبا خضراء وبغترة جميلة وكان مبتسما، فأولنا رؤياها بأن ابوها سعيد في مدفنه بهذه الصلاة التي اهدتها له.

في شهر مايو كان الكورونا قد انتشر في عائلتنا .. كل اسرة من اخواني يصيبهم ويعانون منه ثم يطيبون بحمد الله، افترقنا عن اهالينا اكثر ، كانت امي تخاف علينا كثيرا فتأمر بهذا التباعد، رغم ذلك فالمرض مر على الجميع .. وفي يوم من الأيام .. أصاب أمي .. كانت طول حياتها صلبة قوية لا تسمح بأن تبين لنا ضعفها .. كانت تتألم من كثير من الامراض ، دون ان تشتكي ودون ان يعرف سوى القليل من اولادها ..

بعد قليل من الايام من مرضها كنا نرى ان حالتها آخذة بالتدهور .. اذعنت اخيرا للاسعاف .. أخذها من البيت .. كان اخي يشعر منذ ذلك الوقت أنها لن تعود، كان هو وحده المطلع على التفاصيل ، وكنا كلنا نؤمل الخير .. ترسل لي الصوتيات الجميلة .. تبعث لي رسائلا جميلة بأنها قوية وتشعرني بحبها، ولا انسى ذلك الاتصال الاخير معها .. وانا ابعث لها بكل كلمات الحب في الواتساب .. وارسل لها وجهي المبتهج .. مصطنعا البهجة من أجل تشجيعها .. لكن قلبي يحترق عليها ..و كل يوم كنت الاحظ انها تلهث اكثر من اليوم الذي قبله ، أمي تختنق .. يركبون عليها كل الاجهزة وهي تختنق ..

اتذكر اخر كلماتها التي ارسلتها لي . كلمات لا تفهم .. مليئة بصوت الاكسجين الهادر .. والصوت المختنق المتعب

لم تكتب لنا كلنا .. ما عدا اخي هذا الذي يعرف بالتفاصيل .. كان يخبأ عنا التفاصيل واحسن فيما فعل .. لا استطيع وصف المأساة كيف كانت .. ثم حولوها الى ذلك الشيء الذي يسمى تنفس اصطناعي .. ودخلت غيبوبة .. ورحلت كما ترحل الأشجار

أكانت الشجرة التي قطعت هي تمهيد .. لشيء سيجري في المستقبل.. أكانت اشارة من عالم الغيب.. حقا بينهما شبه كبير، لم تكن تلك الشجرة البرية تحتاج إلى احد كي يسقيها بالماء ورغم ذلك كان فيها اخضرار جميل .. وجذوع هدها التعب والشروخ ..

أكان والدها في الرؤيا مبتسما مستبشرا برحيلها الوشيك إلى عالمهم ؟

رحلت ولم أبرها حقا .. قدمت لي كل شيء .. احبتني الحب كله .. رحت افتش في محادثاتنا في الواتسب .. كل الصوتيات الجميلة التي تقولها .. وانا الذي ارد احيانا واحيانا لا ارد .. كثرة الحب وكثرة الخوف علي .. وتواصلها الجميل .. كعالم وردي كنت اعيشه طوال عمري .. الان فقط تلاشى واصبحت في غربة .. حط وجعي الجديد على وجع اقدم .. هدني الألم على امي .. تتالت مشاهد القبر والعزاء والاربعينية دون أن أعي .. كنت اراها في احلامي .. واصحى مسرعا لأكتب حلمي .. دونت عشرات الاحلام لأمي وهي تبتهج لي .. تحضنني .. تخفف آلامي .. توحي لي بأنها في مكان جميل .. ناجيت قبرها .. فهمت معنى الموت .. والقبور .. والفقد ..

لماذا أكتب هذا الكلام ها هنا .. لأبث هذا الحزن ، لأقص شيئا مما عايشت .. لعل الألم اذا جاور آلام الآخرين يهون .. لا أريد أن يقرأ هذا الكلام الكثير.. يكفي ان يقرأه شخص واع مثلك..

والآن بعد هذه الشهور .. أجبرت نفسي على النسيان ، لم أعد استمع الى صوتياتها .. اجترار الالم والحسرة والشعور بالذنب .. والاشتياق .. انني اعرف بأنها لو كانت حية لما رضت أن أحزن ولو يوما واحدا .. والخير هو اهداء الاعمال الصالحة لها .. وادخال السرور على احباءها من اقاربها ، وإكمال مسارها الطيب الذي سلكته في هذه الحياة، احببت خالتي بعد وفاة امي كثيرا .. ووجدتها العوض .. وشبيهة الأم في حنانها وصوتها وآلامها .. حفظها الله وأمد بعمرها..

ما ثبت قلبي وطمنني ان امي خرجت من هذه الدنيا راضية عني .. مسامحتني في كل شيء .. يربط على قلبي مشهد تقبيلي على رأسها وطلبي منها ان تسامحني على كل شيء، ربط على قلبي كل كلام الحب الذي كانت تحدثني به كل يوم.. وفي النهاية .. ربط الله عز وجل على قلبي منذ اول يوم .. ويوما بعد يوم تجاوزت هذه المحنة .. ونهضت منها .. والزمن كفيل بمداواة الجروح .. رغم طعم المرارة الذي ما فارقني .. لقد كبرت كثيرا بعد فقد أمي

إلى روحها وأرواح المسلمين الفاتحة
ابكيتني واشجيتني بسردك ، وقلبت علي ذكريات اليمة .. نسأل الله ان يرحمها ويرحم المؤمنين والمؤمنات. الانسان يُصاب بابتلآت كثيرة ولكن عندما يينظر الى مصاب اهل البيت عليهم السلام وبالخصوص السيدة زينب تهون عليه كل مصائبه وتكون مجرد فتات. فقولها "ما رأيت إلا جميلا" ليس بنحو المجاز فهو الانعكاس لقولها "اللهم تقبل منا هذا القربان" ، صبرنا الله واياكم على هذه الابتلاآت.
 
ابكيتني واشجيتني بسردك ، وقلبت علي ذكريات اليمة .. نسأل الله ان يرحمها ويرحم المؤمنين والمؤمنات. الانسان يُصاب بابتلآت كثيرة ولكن عندما يينظر الى مصاب اهل البيت عليهم السلام وبالخصوص السيدة زينب تهون عليه كل مصائبه وتكون مجرد فتات. فقولها "ما رأيت إلا جميلا" ليس بنحو المجاز فهو الانعكاس لقولها "اللهم تقبل منا هذا القربان" ، صبرنا الله واياكم على هذه الابتلاآت.

تسلم أخي قاسم ، شكرا لكلامك الطيب المعبر ، اثابنا الله واياكم على ما يصيبنا من ابتلاءات ، وابعث لك كل تحية
 
ابنة اخي المستجدة في الجامعة رتبت جدولها للفصل التالي لتداوم يومين فقط من الثامنة حتى الثانية ظهرا ، قلت لها انني حينما كنت في الجامعة كنت اداوم في كثير من المرات من الثامنة حتى السادسة والنصف، قالت لي ذاك زمان وهذا زمان وفي الحقيقة لم يتغير الزمان تماما ولكن التخصص هو ما يفرق ، وغزاني شعور بالحزن قليلا ، حزن لأني ارهقت نفسي كثيرا في ذلك التخصص واتعبت نفسي، كمية الدوام وكمية السهر وكمية الأموال وكمية البذل الدائب والقلق الدائم التي كنت ادفعها ثمنا للشهادة، هناك عدة ايام مغروسة في عقلي واصلت السهر وجافيت النوم طوال الليل والصباح لأنام في الليلة التي بعدها. ثم ماذا ؟ لا وظيفة ولا تطور، اكانت امراضي الحالية من كل ذلك الجهد في الشباب ؟ وانا اقول هذا الكلام اعرف ان ثمة كسبا حصلت عليه من تعبي ، ان التعب صقلني وجعلني اذكى وامهر وأخبر ، ورغم كل ذلك فلم تكن حياتي الجامعية محض تعب بل كانت حياة سعيدة.

حسنا انا الآن انهج منهج العمل في هدوء وراحة بال ، دون بذل جهد مبالغ به ، الدنيا لا تستأهل ان نرهق انفسنا عليها ، وبذكر الانجاز ، امضيت خمس سنين اصمم صورا ثلاثية الابعاد لواجهات المنازل، ولدي صفحة على الانترنت اعرض فيها هذه الواجهات ، استطيع ان ادخلها واعبر عليها من البداية حتى النهاية واراقب هذه التصاميم الجميلة التي قمت بها ، ولكن الغريب ان لا احد يهتم انك صممت هذه البيوت ، لا يوجد حتى متابع مهتم واحد بهذه التصاميم، وحتى اصحاب البيوت لا يعرفون اني من صممت لهم هذه المباني ، وبعد ان تركت هذا المجال لا اظن ان احدا لاحظ أو تأسف ان الساحة تفتقد فني وهندستي الخارقة.

ولذلك حينما انظر الى انجازات خمس سنين عمل ارى نقودا حصلت عليها وانفقتها ، وتصاميم لا تقدم ولا تأخر ، وشخصية منكفئة طوال هذه السنين ، على الأقل الآن انا اقابل الناس، يدخل الزبائن ويطلبون مني بالونات ، زينة عيدميلاد ، وانا اضع وارتب واحسب وارحب بالآتي والذاهب ، واجلس هادئا كأن على رأسي الطير أقرأ الكتب واتعلم ، ثم أعلم الناس عبر برنامجي ، ولذلك انا راض عن مساري، اعمل على رتم مريح لي ، ولا أنسى أن أسعد بالحياة بينما أجول الطرقات أو اتسوق في كارفور أو آكل طعامي وحيدا أو مع ابي واختي.

لا أعرف ماذا يدبر الغد ولكني حقا اتطلع الى كسر هذه العزلة ، احس بالوحدة حقا
الحياة قاسية و تحتاج الى شخص قوي ليصارعها:cryn:
 
عودة
أعلى أسفل