موقع طلبة جامعة البحرين

يمكنك تصفح الموقع كزائر ولكن ندعوك لتسجيل عضوية خاصة بك لتحصل على كافة الصلاحيات مثل تنزيل ملفات المكتبة وقراءة تعليقات هيئة التدريس وغيرها. يمكنك الحصول على عضوية مجانية بالضغط على زر تسجيل. إذا قمت بالتسجيل مسبقا فيمكنك الضغط على زر دخول.

تسجيل دخول

اقتناص الوميض

ماس93

Active Member
تاريخ التسجيل
17 أغسطس 2017
المشاركات
43
المجموعة
ذكر
الدفعة الدراسية
2013
الكلية
كلية المعلمين
التخصص
-
وميض سرير المشفى - 2005

لا يعيش الإنسان بلا ومضات ، وحين ينبض القلب هو لا يضخ الدم فحسب ، بل يضخ الأمل ، الحب ، والحنين ، والمشاعر الغامرة السعيدة إلى المنتهى ، تلك ما اسميها الوميض.

وكنت في السابق لا أفهم نفسي ، فنفوسنا أكبر من أن نفهمها ،
قد يومض قلبي في طفولتي ربما في الثاني الإعدادي حينما رقدت في السلمانية في قسم الأطفال ، وكانت أمي ترقد معي وكنت لا أريد أن ترقد معي كي أثبت أنني رجل ولست طفلا.

هذا الاسبوع الذي قضيته في السلمانية ، اومض في قلبي ، رغم أن رئتي (جارة قلبي) كانت ملتهبة ، لقد تجاوزت تلك العقبة ، ولم أكن حينها اعيها حقا ، كل ما اذكره وميض بهي جميل ، امي التي تحوطني برعايتها ، شيبس واكل لذيذ كانت تحضرته لي ، الاحساس الايجابي لدي بعدم قدرة الآلام على التأثير علي ، موظف جاء في اخر الترقيد ليدرسني شيئا مما فاتني في المدرسة ، زملائي في الترقيد عباس الذي كان يبدو عليه المرض ولم نكن نتحدث معه ، وصديق تعرفت عليه في ثالث اعدادي كانت احاديثه شيقة في الأفلام وفي غيرها ، وبنت كانت ترقد ايضا ولم اذكر اني كلمتها كلمة واحدة من خجلي ولكنها كانت تكلم صديقي في الصف الثالث الاعدادي. كان اربعتنا مصابين سكلر.

اتساءل اليوم اينهم ، هل هم بخير ، ام أحد منهم توفى لا سمح الله، لم أعد اذكر لهم ملامح ولا اسما يدل عليهم ، يكفي أنهم عبروا ، يكفي أن اصدق الناس حبا لي أمي والتي كانت تبيت معي على الرغم من رفضي ذلك بغبائي وصبيانيتي ، يكفي أنها رحلت وراح الحنان بعدها ، ولكن يبقى وميض ذكراها استمسك به واقتنصه ، كما اقتنص كل ذكرى عذبة ومعبرة.

تذهب السنوات وتذهب معها افراحها وآلامها ، انجازاتها واخفاقاتها، لا يبقى منها سوى الوميض

اذكر صباحاتنا في ذلك الترقيد بأسرتنا ، ذهابنا لمكان ألعاب مخصص للمرضى الأطفال ، وجباتنا ، سهراتنا ونحن نتابع التلفزيون الصغير المعلق بصوت منخفض ، واحاديثنا ، لا اعتقد أن احدا منهم الآن يذكر شيئا من ذلك أو يعتبر به، ولكني هنا استشعر الوميض وارسل برقيات الحب والحنين ، وقد ينظر المرء لتلك الذكرى أنها ذكرى أليمة وحزينة ، لكني كنت سعيدا ، وحين اقتنص وميض الذكرى اليوم أسعد لأن الله كان يمكن أن يقبض روحي في تلك السنة ، غير أنه سبحانه وتعالى مد في عمري ثمانية عشر سنة وها أنا أقف كما يقف الناس الأصحاء ، لقد أكرمني ربي دوما ومازلت انعم بنعمائه السابغة ، وفي الماضي كنت لا أدري بحالي الصحي الذي كان صعبا وقد تجاوزت الأمر وصار من الماضي ، وها أنا أخوض في يومي هذا معركة صحية ايضا ، أو قل انها تجربة أو حالة ، اخوضها بحب وتفائل ووميض
 
عودة
أعلى أسفل