٤٢ يوم لأتم الواحد و العشرين ..
و نعم .. أنا خائفة من سرعة السنين في جريانها
ليس خوفًا من التجاعيد أو آلام الظهر و المفاصل فأنا اعتدت الأخيرة و الأولى أجدها فاتنة و لكن ما أخشاه هو الموت ، لا الموت الذي اختلف العلماء بتعريفه وفقًا لتخصصاتهم ..
توقف أعضاء الجسد عن العمل .. انتقال الروح من عالمٍ لآخر .. تحولي من روح إنسية إلى روح دجاجة .
بل الموت هو احتفالي بعيد ميلادي الثلاثين و أنا كما أنا الآن ، محتضنة هاتفي -بإصدار أحدث و خدوش أعمق- في غرفة نصف مضاءة أخطط للغد الذي يتفق مع الأمس في عدم التزامي بالمخطط .
هو تراكم أهدافي من حولي ، في الهاتف، في الدفتر الأزرق بمختلف أحجامه و على الجدار المقابل لمكتبي و هنا .. أراكمها و أتفننُ في تنسيقها و أكتفي بذلك .
أشد لحظات الاحتضار تلك التي لا تنتهي بانتزاع الروح بل بإبقائها كما هي ، في البقعة نفسها و بذات الألم .
في العشرين أيقنت بأن الحياة أكبر من مبنى أدرس فيه .
في العشرين كبرت عشر أعوام و عدت طفلة .
في العشرين تخليت عن حبي للغيم و أغرمت بالليل و النجوم .
في العشرين .. لم أعد أخاف من الظلمة أو القطط ، اعتدتها .
لم أشعر يومًا بأنني أبعد عن نفسي إلا عندما بلغت العشرين ،*هذا الجزء من النص احتفظت به لنفسي لعلي أعود* .
لم يكن زر "يعجبني" كافيًا