119 موعدًا مع الكتابة.

31 أغسطس 2019م


آخر درسٍ حضرته الخميس الماضي في دورة اللّغة الإنجليزيّة كان استخدام I wish مع الـ past perfect ممّا يؤدي لمعنى تمنّي في الحاضر بأننا فعلنا شيئًا ما في الماضي، أو ما فعلنا شيئًا ما في الماضي. ولو أردت صياغة جملٍ على هذه القاعدة لكانت الجملة الأولى: أتمنى لو أنّني لم أكن متضايقة أو غاضبة الخميس الماضي.
والجملة الثانية: أتمنّى لو أنّني ودّعت صديقاتي الخميس الماضي.
والجملة الثالثة: أتمنّى لو أنّني أخبرت أستاذي عن غيابي الخميس الماضي.

حسنًا، سأفعل شيئًا ما بديلًا يُذكَر.

لم أنتهِ بعد من الرواية باللّغة الإنجليزيّة التي أقرؤها هذه الأيّام. لكنّي سأحاول إنهاءها قريبًا. سأبدأ عملي كمعلّمة - من قبل أن يحضر الطلاب بالفعل - في مدرسةٍ ما سأعرف ما هي يوم غد. أرجو لنفسي بدايةً جديدة ومزهرة. أرجو أن تكون أيّامي مبهجة وجيّدة.
 
31 أغسطس 2019م


آخر درسٍ حضرته الخميس الماضي في دورة اللّغة الإنجليزيّة كان استخدام I wish مع الـ past perfect ممّا يؤدي لمعنى تمنّي في الحاضر بأننا فعلنا شيئًا ما في الماضي، أو ما فعلنا شيئًا ما في الماضي. ولو أردت صياغة جملٍ على هذه القاعدة لكانت الجملة الأولى: أتمنى لو أنّني لم أكن متضايقة أو غاضبة الخميس الماضي.
والجملة الثانية: أتمنّى لو أنّني ودّعت صديقاتي الخميس الماضي.
والجملة الثالثة: أتمنّى لو أنّني أخبرت أستاذي عن غيابي الخميس الماضي.

حسنًا، سأفعل شيئًا ما بديلًا يُذكَر.

لم أنتهِ بعد من الرواية باللّغة الإنجليزيّة التي أقرؤها هذه الأيّام. لكنّي سأحاول إنهاءها قريبًا. سأبدأ عملي كمعلّمة - من قبل أن يحضر الطلاب بالفعل - في مدرسةٍ ما سأعرف ما هي يوم غد. أرجو لنفسي بدايةً جديدة ومزهرة. أرجو أن تكون أيّامي مبهجة وجيّدة.

الله يوفقش خيو و ييسر أمورش
مبروك الوظيفة:smile2:
 
19/9/2019

من المفترض أن يكون هذا اليوم مميّزًا. بعد فترةٍ من الانقطاع، وبعد مضيّ ثلثي المدّة المقرّرة لهذا الموضوع، أعلن استسلامي عن تكرار التجربة، ولكنّي، مع ذلك، لن أختم بالفشل على موضوعي. للظروف أحكامها على أيّة حال.

أمّا بعد، فمن المفترض - أيضًا - أن أتحدّث عن تجربتي في التّعليم، أن أتكلّم كثيرًا وكثيرًا، إلّا أنّني أشعر بالتقاعس عن فعل ذلك. الأمور على ما يرام عمومًا، رغم التعب وقسوة الإجهاد وآلام القدمين. ما عدا ذلك، فإنّي أشعر بأنّي أستمتع بالوقت في المدرسة. وتلميذاتي من الصفّين الأوّلين يحببني، وأعتقد أنّ طالباتي من الصف الثاني الإعدادي - وهو الوحيد - يفعلن ذلك أيضًا.
 
19/9/2019

من المفترض أن يكون هذا اليوم مميّزًا. بعد فترةٍ من الانقطاع، وبعد مضيّ ثلثي المدّة المقرّرة لهذا الموضوع، أعلن استسلامي عن تكرار التجربة، ولكنّي، مع ذلك، لن أختم بالفشل على موضوعي. للظروف أحكامها على أيّة حال.

أمّا بعد، فمن المفترض - أيضًا - أن أتحدّث عن تجربتي في التّعليم، أن أتكلّم كثيرًا وكثيرًا، إلّا أنّني أشعر بالتقاعس عن فعل ذلك. الأمور على ما يرام عمومًا، رغم التعب وقسوة الإجهاد وآلام القدمين. ما عدا ذلك، فإنّي أشعر بأنّي أستمتع بالوقت في المدرسة. وتلميذاتي من الصفّين الأوّلين يحببني، وأعتقد أنّ طالباتي من الصف الثاني الإعدادي - وهو الوحيد - يفعلن ذلك أيضًا.


بالتوفيق حبيبتي
عافاك المولى 💐💐
 
27/9/2019

أعلم أنّ هذا التاريخ لا موعد فيه، ولكن، لديّ رغبة بالكتابة، بالفضفضة، بالتعبير... أيّ كلمةٍ مناسبة. أشعر بشيء من الإرهاق، تجذبني المشاعر شعورًا تلو الآخر. أظنّ بأنّي أمرّ بحالة (ثنائيّ قطب) طبيعيّة جدًّا، أو اكتئاب، ليس بدرجة المرض نفسه، ذا الاسم الطبيّ، ولكن لا توجد كلمة في عقلي الآن للوصف. تناولت الكثير من السكّريّات اليوم، بالذات الشوكولاته، يقال إنّها مهدّئة للأعصاب، وشربت القهوة؛ لتخفيف التوتر، وشاي الظهر لإبعاد الصداع. اختفى وجع رأسي مع الوقت، لكنّ عينيّ متعبتان، وقلبي مضطرب، ومعدتي تؤلمني قليلًا، قليلًا جدًّا. أريد ترتيب غرفتي، تحضير مسبق لعدّة أيام، التجهيز لهذا وذاك. عقلي مشتت، ورأسي مزدحم، ونومي لا أعرف راحتي فيه، بل أشعر أنّه يعمل حتّى في أثناء النّوم. ثمّ بعد ذلك، تفسد حصّصي أشياء سخيفة، أو فوضى بلا مسؤولية.


أظنّ أن أحد أساتذتي في الجامعة أثّر فيَّ كثيرًا، وأظنّ أيضًا أن أحد أساتذتي في المعهد فعل ذلك. يظنّ البعض أنّني عندما أنزعج أو أحزن أو (يحوشني اكتئاب) أو حتّى أشتكي - فإنّ ذلك يعني استسلامي، والأمر غير صحيح. ما أزال أمتلك القوّة للوقوف، لكنَي بالفعل أشعر بالتّعب، والحزن.. قليلًا ربّما.

لا فائدة ترجى من طرق أبواب النّاس، ولا أستطيع الاعتماد على نفسي في كلّ شيء.. أستنجد، أستغيث، أستحيي من الطلب، وأعجز الناس من عجز عن الدّعاء. ومع ذلك، برجفة القلب، وبعيون على وشك البكاء... أحاول طرق الباب الصحيح. "وعلى نيَاتكم تُرزقون"!.

أفكّر أحيانًا، رغبتي في أن أكون معلّمة ممتازة ومذهلة... هل ستندثر يومًا؟ هل سأكون يومًا من المتذمّرات اللاتي يكرهن عملهن وطالباتهن؟ عندما يسأل البعض: (شخبارش وي المدرسة؟)... أحيانًا.. أتحيّر بماذا وكيف أجيب.
 
6/10/2019


الأيّام تنقضي بسرعة.. قبل فترةٍ فقط كنّا في بداية العام، والآن ثلاثة أشهر وسينتهي. ٢٠١٩ كانت رائعة، شهدت فيها أجمل مراحل حياتي، وجزءًا غير قليل الدهشة من شخصيّتي. قلّت بكثير الأيام السوداء التي أشعر فيها بالحزن أو بالغضب. أصبحت أفهم نفسي أكثر. انتهيت من المعهد بشهادة (الإكسلنت) - التي لم أستلمها بعد - وحصلت على الوظيفة. بدأت بانطلاقةٍ قويّة رغم الصعوبات. أعلم بوجود بعض الثغرات التي ستغلق قريبًا بإذن الله.


أشعر أن الحساسيّة أصابتني في منطقة الأنف. عمّا قريب لا أدري إن كانت ستهدأ أو ستتحوّل إلى زكام. حسنًا، لا بأس، لا أعتقد أنني سأغيب عن المدرسة. على أية حال سأكون بخير.



سابقًا كنت أمسك الصفّ الأوّل الابتدائي كتربية صف، الآن لديّ الصف الثاني الإعداديّ الذي أدرّسه. كنت أفضّل الصفّ الأوّل مع أنّه يتطلّب الكثير، لكن مع الوقت قبلت بالصفّ الجديد.



أودّ الكتابة أكثر ولكنّني في الطريق، وأشعر أن عقلي مشتت.
 
يلغى موعد، لا يُعوَّض بموعد. وفي الوقت الذي أرغب فيه في الكتابة، لا أجد دائرةً حول التاريخ. فليكن ما يكون. نستحدث موعدًا جديدًا، أيّما كان العدد. أيّهما أهمّ: ما أريده أنا، أو ما تريده التواريخ؟

في كلّ جمعة أحمل حاسوبي المحمول معي في منزل جدّتي؛ لفعل لا شيء. أحاول أن أغيّر بتوزيع المهمات على يومي الجمعة والسبت بدلًا من السبت وحده. لكن هذا لا يحدث، وإذا حدث سيكون شيئًا يسيرًا. سيحدث ربّما في الأسابيع القادمة، أنا على أمل. ما يزال سؤال: "شخبارش ويه التدريس؟" يتكرّر، ليس من عائلتي، مع الذين يلاقوني. ولا أعرف ماذا أقول تمامًا، أخبرهم: توجد أشياء جيّدة وأخرى سيئة، وبطبيعة العمل لا بدّ من صعوبات. عبارات بهذا المعنى، أريد منها قول: بخير والحمد لله مهما كان التعب. يوصّيني خالي بثلاث وصايا أوّلها: لا تقولي "لا"، والثانية لا تستحضرني الآن، أما الثالثة: اضبطي الصفّ. هناك من يوصيني أيضًا بما يتعلّق بالسيّارة، أخبرهم أنّ هذا الأمر سيكون بالحسبان بالتأكيد، لكن فقط في الفترة الحاليّة إلى أن تصطلح الأمور.

على أيّة حال، هناك من الأمور ما أشعر بالتوفيق والطمأنينة الداخليّة إزاءه. هكذا بشعورٍ داخليٍّ غريب. كان مثل هذا الأمر يأتيني عندما أحاول أن أقلق على بعض امتحاناتي، وفي الفصل الأخير في بيرلتز. لا أعلم ماذا سيحدث قريبًا، ربّما يتمّ دمج صفيّ الأوّل، وهذا الأمر له إيجابياته وسلبياته. ربّما أعطى مادّة الدين بدلًا من المعلّمة الكسولة الأخرى، ويزال عنّي الصفّ الثاني الإعدادي، وربّما... لا أدري. أحاول تصبير نفسي بأنّها "سنة واحدة فحسب". الضغوط التي أمرّ بها من وجهة نظر بعض المعلّمات قليلة، وهذا بالفعل يبدو منطقيًّا عند المقارنة. ومع أنّي لا أحبّ أن أقارن، ولكن ربّما أخفّف على نفسي بها. المعلمة (ش) التي رجعت معها يوم الخميس كانت تسألني بلطف وودّ: "ليش ما تنامين العصر وانتين ما عندش ارتباطات، نامي ولا عليش.." بهذا المعنى، أخبرها أنّ التحضير يأخذ من الوقت، فتتذكّر أنّ العربيّة مادّة أساسيّة.

في الحقيقة ما تريد قوله: "أنتِ تتعبين في المدرسة، والعمل متعب، إذا كانت لديكِ فرصة للراحة لا تضيّعيها!". وليس القصد: أنتِ ليس لديك مشاغل أخرى حتّى تتعبين. حتّى أنا أفكّر أحيانًا: كيف تعيش المعلّمات اللاتي لديهن ارتباطات أخرى؟ من أين يحصلن على الوقت؟ هل يومهن أكثر من 24 ساعة؟ متى ينمن وبأي مقدار؟ وبالذات معلّمات نظام الفصل، - مع أنّ أمّي واحدة منهن سابقًا، ولكنّي لا أتذكّر الكثير حول كيف عاشت، هناك بعض اللقطات فقط!-. ما يعني أنّ أنا أدرّس مادّة واحدة للأطفال وليس بشكلٍ متواصل في الحصص، ومع ذلك... لا أدري، المعلمون والمعلمات أبطال وبطلات. هناك عدد ممّن يستحق المهنة، - ولا أريد أن أذكر أسماء من تخصّصي ومن تخصّصات أخرى - بدلًا من الخاملات اللاتي "يبون كل شي بارز". المعلّمة التي ذكرتها قبل قليل تدخل على بعض الصفوف، فتعدّل وجهها وتصوّر "سيلفي"، وتطلب من المنسّقة "تحضيرات جاهزة مفصولة عن بقيّة المواد لمادتها فقط"، ثمّ تشتكي على منسّقة مادّتها الأخرى بحجّة: نصابها مرتفع!

اليوم أحاول أن أحضّر وأجهّز لما يكفي ما يقارب الأسبوع، أنا متأخّرة عن معلّمة نظام الفصل في الدروس قليلًا. وفي الصفّ الثاني الإعدادي الأمر على ما يرام حتّى الآن. المديرة الجديدة تريد التوقيع على الأنشطة قبل طباعتها، أرجو ألا يعطّلني هذا القرار. امتحانات العربيّة للصفّ الأوّل ستقوم بها المعلّمة الأخرى، وأنا عليّ الأنشطة. ولقد تركت لي القارب مع المجذاف، بمعنى تركت لي الأمر مفتوحًا لاختيار الأنشطة. ستكون هناك زيارات تبادلية وزيارات للحضور. أرجو أن تسير الأمور على ما يرام فحسب.

أحيانًا أشعر بالحزن، وأحيانًا أشعر بدافعيّة لفعل الأشياء، وكلاهما يأتي في الوقت غير المناسب.
عليّ أن أبدأ فعل ما عليّ فعله، حتّى أنتهي منه، ثمّ أكافئ نفسي... لا أعرف من أين أبدأ.
 
19/10
ما بين موعدٍ ضائع وآخر سيضيع غدًا، أستخرج واحدًا.

من المخجل أن أتحدّث عن حزني في يومٍ كهذا، إلا أنّني كلما حاولت أن أستفيق، يسحبني الهمّ سريعًا. أقاوم، بكلّ ما لديّ، ومهما حصل، إلا أنّني أنهزم كثيرًا. وكما أسقط أقوم من مكاني. أودّ الحصول على بعض الفراغ لكي أهتمّ بنفسي قليلًا. أضع على وجهي ماسكًا وأرشّه بماء الورد. أنام بما يكفي. أتناول أشياء لذيذة. أقضي ساعاتٍ متواصلة في مشاهدة مسلسلاتٍ ممتعة أو حتّى مملّة فلا أنهيها. أخرج مع صديقاتي من دون أن نتحدّث عن التدريس أو المدرسة. أقرأ كتابًا لطيفًا حتّى النهاية، ربّما ألخّصه، أو أكتب عنه على تويتر، أو أصوّر اقتباسًا أعجبني منه على الإنستغرام. أضحك كثيرًا. أستمع إلى بعض الصوتيات وأنا أردّدها أو أغنّيها ربّما. أكتب مواعيدي وأنا متحيّرة ماذا أكتب. أفكّر فيمَ سأقضي اليوم التالي. اشتقت إلى الفراغ، وأنا التي كنت أشتاق إلى العمل في فراغي! هكذا الإنسان يريد الشيء الذي يفتقده، ولا يمكن أن يرضى. ومع ذلك أقول - كما غرّدت اليوم - لا إفراط ولا تفريط، في مسألة العمل المتواصل والفراغ. يلتهم العمل الحياة، يسرق الوقت والصحّة الجسديّة والنفسيّة، وفي الوقت نفسه: يصلح الحياة، يشغل الفراغ، ما دمت تحبّه. نعم.. تحبّه. وأتمنّى أن يبقى لديّ هذا الحبّ.


في كلّ يومٍ سبت، تصيبني حالة نفسيّة من الاكتئاب والقلق. أبقى في غرفتي. أحضّر لدروسي وأجهّز لها، وأقوم ببعض الأعمال المتعلّقة، بما يقارب الـ 70% من العمل الكلّي خلال الأسبوع ؛ لكي أستطيع أن أنام بما يعادل 6 ساعات على الأقل يوميًّا، ولتخفيف العبء في أيام الأسبوع. يسير عملي ببطء بسبب أنّني أتوقّف عن العمل لفترات متقطّعة؛ لأنّ الحزن والقلق يأخذان منّي مأخذًا. أشعر أحيانًا أنّ قلبي يريد أن يخرج من قفصه. أفكّر: كيف أبقى على ما يُرام؟ تارةً أشكو لصديقتي، تارةً أكتب هنا أو هناك، تارةً أتوسّل، تارةً أسأل الله بصمت، تارةً أبكي. ومع ذلك يبقى عزائي: إنّها السنة الأولى، ولا بدّ من التخبّط والانكسار قليلًا أو كثيرًا.

زارتني المعلّمة الأولى زيارةً استطلاعيّةً يوم الخميس الماضي. وستكون لي زياراتٍ أخرى بلا شكّ. أفادتني الأستاذة بأمور كثيرة، وسأحاول تطبيقها، ولكن: ما بين الرّغبة وما بين الخوف.. ماذا ينتصر؟ ما بين التفاؤل والإحباط.. ما بين الثقة والانكسار.. لا أعرف إن كنت سأنجح، ليس كلّ ما يبذل الجهد فيه ينجح. حسنًا، ربّما أنجح، عليَّ أن أثق بهذا، وعليَّ أن أحاول، ولكنّي خائفة، خوفًا يدفعني إلى الأمام أحيانًا، وأحيانًا يجرّني إلى الخلف. يقال: افعل ما تريده، واستمتع بفعله، يتحقّق ويكون.

أحاول أن أكون إيجابية، أتوقّع كلّ شيء، أسمح بمرور الأشياء من دون عقد، أتحمّل وأصبر وأحمد الله وأقول: هذا الوقت سيمضي.
ولكنّي أشعر بالحزن والقلق. حزينة على نفسي، وقلقة على تلميذاتي وطالباتي. بالذّات تلميذات الصفّ الأوّل. أحارب الوقت من أجلهن.
أظنّ أنّني مرهقة.
أفكّر أن أترك الأشياء هذه الليلة فقد فعلت ما يكفي اليوم. سآخذ بقيّة الوقت استراحة.
فقط سأجهّز تحضير الغد وأطبعه.
 
27/1/2019

ما بين المشاعر المختلطة. تارةً سعيدة، ومرّة أخرى قلقة، وثالثة حزينة، تعيسة، متفائلة، محبطة، أشعر بالأمل، أشعر بالرغبة في البكاء، أحتاج إلى الهدوء والتركيز، أسير متخبّطة، مرّةً أخرى ينتابني الشعور بالاطمئنان "لا بأس، لا بأس، سيمضي كلّ شيء، سيمضي كلّ شيء على ما يرام"، ما بين صوت الله وصوت الشيطان، ما بين الرغبة في العمل، والرغبة في الهروب من العمل، ما بين حبّ المدرسة وكرهها، ما بين حبّ المهنة والشعور بالأسى بسببها، ما بين الرغبة في الكلام، والرغبة في الصمت. أحسب ألف حساب للغد وللمستقبل، وأحيانًا أقول: من هذا اليوم سوف أتعلّم، هذه فقط السنة الأولى. ما بين تأنيب الضمير واللامبالاة. اضطراب، اضطراب، اضطراب. وأيضًا: اكتئاب. بكيت والناس تراني، وبكيت من دون أن يروني. ابتسمت كثيرًا لأولياء الأمور، وتضايقت كثيرًا في المنزل، التفكير في العبء وحده يهدّ الكاهل. أحاول أن لا أفكّر، أقول لنفسي: سوف أنهي عملي ثمّ أرتاح، سأضغط نفسي وما يتبقى من الوقت سألهو فيه أو أنام مبكّرًا. هل هذا ما يحدث؟ حسنًا، الحزن يلتهمني التهامًا، وبينما أكتب هذه الجملة تأتيني الفكرة بشكلٍ خاطف: نعم، غدًا سيكون درس المفعول المطلق. أسأل الله: لماذا خُلقتُ هكذا؟ أو على الأقل: لماذا أصبحت هكذا؟ هل أنا ضعيفة؟ أواسي نفسي بعد حين: ما تمرّين به طبيعي. أفكّر: هل سأحصل على درجة "غير ملائم" في سنتي الأولى، أو "مرضٍ"، يقول البعض: التقرير لا يعكس أبدًا. وأقول: ربّما هذا صحيح. وأقول مرّة أخرى: ولكن... وأفكّر في التكلمة. أقول لنفسي: ربّما أنا فاشلة ولا تلائمني المهنة. لا أعرف أحيانًا كيف أتعامل مع صفّي الإعدادي، وأحيانًا حتّى صفوفي الأولى أجد فيها بعض المشاكل والمعوقات. وأضع "ربّما" قبل جملة "أنا فاشلة".. سيأتي البعض ليواسيني كما واساني الذين من قبلهم: كلا، لست كذلك، كيف تحكمين على نفسكِ من خلال شهرين؟ هل أنا أشعر بالخوف؟ نعم أشعر بالخوف والقلق والحزن كذلك، وعلى وشك البكاء. تأتيني فجأة الفكرة: هل أنّ القوم الذين لم يستمعوا لرسول الله (ص) يعني فشله في تأدية الرسالة؟ لا أدري، أحاول مواساة نفسي، والله، أحاول أن أكون إيجابية، قلت قبل قليل: أعيش مشاعر مختلطة متضاربة متعارضة. وكثير من الأفكار في عقلي. أحاول، أحاول أن أهدأ، أن أفكّر في حلول، في الحقيقة لا أريد أن أنهزم، أقسم بالله إنّي لا أريد الهزيمة، هربت كثيرًا من قبل، وأحبّ أن أواجه نفسي. من خلال تجربتي مع اللغة الإنجليزية أدركت أنّ الانتصار بمواجهة الذات أكبر الانتصارات. هكذا فقط، ولكني عجولة، وأريد أن أعلن الانتصار بسرعة، هذا عيبٌ من عيوبي، ربّما لهذا السبب لم أنجح في مواصلة تنمية مهاراتي الفنية السابقة. أفكّر الآن في محاولات جديدة لنتظيم الوقت. هذه الفترة خسرت شهيتي في كثيرٍ من الأحيان. مع العلم أنّي كلما نظّمت وقتي في الحقيقة تطرأ أعمالٌ أخرى جديدة. مع العلم أنّ حالي أهون بكثير. تساعدني أختيَّ بين حينٍ وآخر، وتساعدني أمي أيضًا، تتساعد المعلمات معي فيما يستطعن أيضًا. المعلّمة التي تمسك صفوف الثاني الإعدادي الأخرى تمدّ إليّ يد المساعدة كثيرًا. تعطيني أفكارًا، دروس إلكترونية، امتحانات، وتجيب على أسئلتي. تقاسمنا امتحان المنتصف فأخبرتني أن أضع الورقة الأولى تسهيلًا لي، ولأنّي أحبّ مبادلة الإحسان إحسانًا، عندما أخبرونا بوضع امتحان مختلف للحالات الخاصة، قلت لها: أنا سوف أقوم بذلك. سوف أعدّل الامتحان نفسه بحيث يحتوي على الأسئلة نفسها، لكن مع التغيير في بعض الأسئلة. قمت بوضع نموذج الإجابة أيضًا. ويلزم أن يكون ذلك في قالب وزاري. حسنًا، لقد تطلّب مني هذا شيئًا غير قليل من الوقت والجهد، ولكنه أتى بنتيجة جيّدة. أعتقد أنّ الأعمال المكتبية تناسبني كثيرًا. ولكني أؤمن أنّني خلقت لأكون معلّمة. لا أدري، أشعر أنّ هذا ما اختاره الله، ويمكنني القول إنّه مهّد لي تمهيدًا، وجعل الأسباب واحدًا تلو الآخر ، لكي أُصقَل، لكي أكون معلّمة جيّدة في النهاية. ما يزعجني أنني ما أزال بعيدةً منه، ولكن، أعتقد أنّ ذكره أصبح يجري أكثر على لساني. بطريقةٍ ما أشعر أنّني كبرت خلال 2019، من دون أن أشعر. أفكّر الآن في بدء صفحةٍ جديدة مع صف الثاني الإعدادي، لن أمسح إنذاراتهم ولكني سأحاول إعطاءهم وإعطاء نفسي فرصًا. أسأل الله أن يوفقني في ذلك. سأعيد للمرّة الثانية ترتيب المجموعات، سأحاول بذل مجهودٍ أكبر. بالمناسبة، أحيانًا أقول لنفسي: من المفترض أنّ بقائي إلى الآن مع هذا الصفّ لحكمة. صفوف الأوّل أسهل، ولكنها تحتاج إلى أعصاب أكثر. ستحضر لي المعلمة الأولى يوم الثلاثاء. حسنًا، عليَّ ألا أقلق. في الحقيقة ليس هذا ما يزعجني، أعتقد أنّ أكثر ما يزعجني هو ضغط العمل، سأفكّر في طرق مختصرة وجيّدة. هكذا فحسب. عليَّ أن أطالب بالأشياء التي تناسبني، على سبيل المثال: فلتكن خطّتي للصفّ الأوّل منفصلة على المعلمة الأخرى. لا أريد أن ألتزم بها. من غير المعقول أنّني سأضع 3 إملاءات في الأسبوع الواحد، ووقت حصصي ضيقة. في الحقيقة: قامت الوزارة بتقليل عدد الحصص المطلوبة لكلّ صف، على سبيل المثال: مادة اللغة العربية تؤخذ بمقدار 6 حصص أسبوعيًّا للصفّ الواحد، إلا أنّ القرار الجديد يحكم بجعل الحصص 5 خلال الأسبوع، مما يستدعي - بالتالي - أمران: أخذ المعلمة الواحدة إما 3 صفوف مع حصص قراءة محسوبة ضمن النصاب، أو أخذها لـ 4 صفوف من دون القراءة. حسنًا، ما الذي حدث هنا؟ 5 حصص مع كثرة الإجازات زائدًا عدم تقليل المنهج يساوي: "التلويص" في المادّة! يعني: ضغط المعلومات. مجاهدة الوقت في الحقيقة من أكبر عوامل القلق. لن أكتب أكثر، ومع ذلك ما أزال أردّد: الحمد لله، بين حينٍ وآخر.
 
أصبح أمر الكتابة يعتمد على رغبتي في الكتابة فقط - التنفس -. أودّ أن أصرخ، أغنّي. وهناك شخصٌ ما أعرفه - ولسببٍ لا أعرفه - أريد رؤيته. الأعباء كثرت إلى حدٍّ ما مؤخرًّا. لا أدري لماذا يُضغط المعلمُ بهذا الشكل؟! أشعر أنّني أرفض أن أجتهد، لا أريد أن أجعل عملي على أكمل وجه، بل أريد إنهاءه فقط ثمّ أخذ استراحة. هذا يتنافى مع مبادئي، من المؤسف أن يكون ما وصلت إليه. ولكن للمصداقية: ليس إلى تلك الدرجة، أريد إنهاءه مع نتيجة جيّدة أو جيّدة نسبيًّا. لا أدري ماذا سأفعل مع كلّ هذا. أحلم بأن أستريح فقط.

ربّما أنا بطيئة وعقلي مشتّت، وينعكس هذا على حصصي. أغضب على الأطفال، لا أتحمّل فوضى الصف الثاني الإعدادي في الحصّة الأخيرة. غدًا أتمنّى ألّا يحضر عددٌ كبير، نعم أتمنّى ذلك. عالمٌ من ورق، هكذا المدارس. من يهتم بجودة التعليم فعليًّا؟! المدارس تفتقر إلى المصداقية! الورق والصور فقط. شكليات! طالبات الصف الثاني الإعدادي يحتجن إلى التأسيس وإلى التقوية، من أين؟ وإلى أين؟ طاقة المعلم تستنزف على الأوراق فقط.

قلبي مائلٌ رغم بكائه..

أحاول القول: لا يوجد الكثير. أحاول القول: لم يبق الكثير. المنتصف على الأبواب. سيزداد العبء. اللغة العربيّة بالذات تتطلّب الكثير من المهارات. لا بأس، ما أزال أواسي نفسي.

أشعر بالنعاس، أظنّ أنّي بالغدّ لن أشرح درسًا، سيتغيب البعض، وسيذهب البعض إلى البحرين أولًا، وسيبقى القليل. فقط لصفوف الأوّل سوف أشرح لأني لا أعتقد أنهم سيغيبون. ربما أعطي مراجعة، ربما أعطيهم شيئًا خفيفًا، ربّما أسألهم عن مشاريعهم وماذا سيفعلون من أعمال.

في الحقيقة.. لا أريد أن أعمل اليوم، ولا غدًا، ولا بعد غد. سأبدأ بعدها.
 
٧ نوفمبر ٢٠١٩



هذه المرة موعدٌ حقيقيّ.

وعلى الرغم من أنها إجازة، وقررت فيها ألا أعمل، إلا أنّ رأسي لا يتوقّف عن العمل. أوّل ما استيقظت كنت أفكّر: كيف سأبرمج حصّة الحضور يوم الاثنين؟ ماذا سأعطي الطالبات؟ كيف أجعل الحصة جيّدة وأنهي القصيدة لئلا أتأخر على المنهج أو أتأخّر كثيرًا عن المعلّمة الثانية. حسنًا، هناك فرقٌ شاسع بين تدريسي وتدريسها، وضبطي وضبطها للصفّ. الخبرة تحدث فرقًا. أفكّر أحيانًا: هل سأبقى هكذا دائمًا؟ هل سأنجح أو لا؟ هل سأتمكّن من إصلاح عيوب دروسي؟ صديقةٌ لي تقول: اضبطي صفوفك وسيكون كل شيء على ما يرام. تقول إنها أحرزت"تجاوزت التوقعات" في حصصها، مع أنّها مستجدة، وأنها رُشِّحت لإلقاء محاضرة في إحدى المدارس. لا أدري إن كان قصدها التفاخر أو المقارنة أو استغلت الفرصة لإخباري بذلك.


أنا لن أقول إنّي معلمة سيئة، ولن أقول إنني جيّدة أيضًا. أعرف أنّي أعاني أحيانًا من سوء التنظيم مع كثرة الأعباء مع عدم القدرة على الاتزان عندما أشعر بالحزن أو القلق أو التوتر أو غيرها من المشاعر السلبية. أعلم أنّي متخبطة وأحاول السيطرة قدر الإمكان وأن أتعلّم من أخطائي. على أيّة حال رددت على هذه الصديقة بأنّ ظروفي وشخصيتي كذلك مختلفة، مهما يكن من يحضّر لمنهجين يختلف عن واحد. لو كنت على منهجٍ واحد لكنت أفضل، ولكنت مبدعةً أكثر مما أنا عليه الآن، وسيبقى لدي وقتٌ أكثر لأني سأحضّر وأجهّز تحضيرًا واحدًا. ولو كانت صفوفي تخاف منّي لكان ضبطي أكثر نفعًا. لكن لا بأس، ربّما يكون ذلك من الأفضل لي، لا أدري. أحاول أن أخبر نفسي أنّي متدربة فحسب الآن، وأني لست بهذا السوء الذي أعتقده، وأنّه بإمكاني أن أتقدّم، ولكن الأفكار السلبية تراودني مجدّدًا. أحتاج لكلمة تقدير أو على الأقل كلمة تدلّ على أنّي على الطريق الصحيح. المعلمة الأولى بعد الزيارة الثانية - الأولى في التقييم - قالت إنّ حصّتي أفضل من الحصّة السابقة (الاستطلاعية). شعرت بعدها بأني طاقتي تجددت لمواصلة الطريق. ذهبت إلى حصتي التالية مباشرةً وأنا أغنّي للتلميذات وأشرح بسعادة. أشجّع نفسي ويشجعني الناس، ولكن الكلمة التي تصدر من شخصٍ متمرّس أو أعلى تكون أقوى أثرًا على النفس، سواءً كانت إيجابيّة أو سلبيّة.


أنا أشعر بالقلق على نفسي أولًا، وأظنّ أنّني ما أزال أقسو عليها لتكون جيّدة.. أدلّلها في المقابل قليلًا، وأجهدها كثيرًا. أعتقد أنّه ربَما من اعتاد أن ينجح يصعب عليه أن يرى نفسه فاشلًا. مع أنّي إلى الآن لم أخبر نفسي هذه الكلمة، وإن أشعرتها بذلك قليلًا أو كثيرًا. كان من المقدّر أن أتعلّم معنى الفشل والنجاح قبل التحاقي بالعمل، عندما كانت اللغة الإنجليزية هدفًا.

الحمد لله ربّ العالمين على كلّ حال.



البارحة ذهبت إلى عذاري، من الجيد الاستمتاع قليلًا باللعب. واليوم أيضًا سأخرج مع صديقةٍ لي إلى مطعم لتناول الغداء، ولربّما نخرج بعدها إلى مكانٍ ما. غدًا مساءً أيضًا سنتجمّع أنا وصديقات من المعهد في شقّة إحداهن لتناول العشاء. اشتريت بعض المأكولات الخفيفة وسأحرص على صناعة "أندومي" لذيذ وحامض بنكهة لذيذة مع متابعة مشاهدة المسلسل الكوري الذي (مداني) أشاهد منه حلقتين الأسبوع الماضي. - ربما هم ثلاثة -. لا أعتقد أنّي سأقرأ كتابًا، سأرى ماذا سأفعل خلال هذا اليوم. الأيام القادمة سأحاول القيام بأعمالي باستمتاع. سأحاول، مثلًا أبخّر المكان، أفتح النافذة، أرتّب المكان، أنظّم الأعمال، أضع فاصلًا بين مهمّة وأخرى كمكافأة أو ما شابه. أصنع قهوةً أو مشروبًا لذيذًا. أتناول شيئًا لذيذًا، أغيّر وضعية الجلسة والمكان، أشغّل لي موسيقا أو أشياء جميلة، أرتدي ملابس جميلة وأصفف شعري بطريقة لطيفة قبل البدء بأي شيء. هكذا... لعلّ نفسي تتقبّل أكثر أن تعمل. إذا كان هناك من لديه أفكار أخرى فليخبرني.
 
٩/١١/٢٠١٩

داخلي ركام.. أنا متحطمة. صحتي تزداد سوءًا على ما يبدو. من المحتمل أن أفقد شهيتي وتنعصر معدتي ويصيبني الجفاف. في الحقيقة، لا أملك طرقًا كثيرةً لمواجهة هذه الحياة. كنت أظنّ أنّني مهيأة وقويّة. كنت أعتقد أنّني سأكون على ما يرام. كنت أحسب أشياء وأشياء. لا أودّ أن أشتكي كثيرًا، لكن الأمور تبدو صعبة عليّ. أواصل البكاء، كلما هدأت قليلًا، ترتفع الموجة فيما بعد. أعصابي تالفة. هل مهنة التدريس لا تناسبني؟ لا إريد الانسحاب، فقط أريد أن أعرف ماذا أفعل؟ كيف أستعيد حيويتي لأداء أعمالي. أنا نافرة الآن في الوقت الذي يجب فيه أن أحاول بذل طاقةٍ إضافية. لم أعد أطيق العمل، خصوصًا في المنزل. قلبي يؤلمني كثيرًا، وعيناي ذابلتان، وصبري على قدي. يقول خالي بالأمس إن عليّ أن أسهّل الأمور فحسب. حسنًا، أنا أفكّر الآن بالطريقة الآتية: أعمالي يسيرة تتطلب شيئًا من الوقت فحسب، ولكني لا أرغب في تأديتها. ردّة الفعل هذه طبيعيّة. لست وحدي من يزعجه حاله. لم أستطع إلى الآن تطبيق ما قلته في الموعد السابق. لم أفعل شيئًا. والآن أشعر بحيرةٍ شديدة، وضائقٌ صدري، أتخبّط في الغرق. وأشعر بحزن شديد، شديد جدًّا. تارةً أتوسّل، وتارةً أستغيث، وتارةً أحاول الهروب من العالم، تارةً أدعو على نفسي، وتارةً أبكي. أريد أن أستريح، جسدي لا يستجيب للعمل، وكذلك عقلي لا يمكنه التفكير ليعمل. ماذا أفعل؟
 
10/11/2019

أحتاج للراحة.. لراحة طويلة.
قلبي يعتصر، وتفكيري منذ استيقاظي إلى نومي في المدرسة، المعلمات، الحضور، الشرح، التلميذات...
الحياة تكون مقرفة بهذا الشكل!
لم أكن أودّ أن أكون سلبيّة.. حرصت على قبول الواقع في البداية، ولكن الآن، طفح الكيل.
أصبحت متعبة، أعاني من الإرهاق والضغط النفسيّ. ازداد بكائي مؤخّرًا، ولا أخجل من قول ذلك ؛ لأنّني لست آلة، بل أشعر بالحزن والألم، وأعتزّ بإنسانيتي.
الفوضى في رأسي لا تستقرّ. هل يمكن إصلاحها بكوبٍ من القهوة أو وجبة لذيذة، وأنا لا أشتهي الطعام والشراب؟
فوق هذا، أفتقد شخصًا ما لا يمكنني الوصول إليه.
أصبحت أتمنّى أن أمرض بشيء يرقدني في المستشفى قليلًا، على أن أحضر في المدرسة!
لا أدري هل هو اكتئاب أو انهيار عصبي أو ماذا يمكن تسميته
لست بخير.
وأشعر بخليط من المشاعر السلبية.
الوعي لدي أصبح متدنيًّا. أحاول استشارة بعض الصديقات، أحاول أن أفعل شيئًا ما لمعالجة ما يحدث.
إنّي أغرق.. بمعنى الكلمة، وأختنق.
مع أنّ الأشياء التي تبقت لفعلها ليست صعبة، ليست لتلك الدرجة.
لكنه الخوف والقلق والحزن، يجعلني أشعر بأنّ أعمالي ثقيلة، ويدي لا تطاوعني، وعقلي مشتت.
كنت أحبّ ما أفعل. أصبحت أفعله كشخصٍ مسجون سجنًا انفراديًّا ويقوم بالأعمال الشاقة
الأغلب يقولون لي إنّ عليَّ أن أكون قويّة.. لم أبكِ بعد أمامهم، ولكن أعتقد أنّهم يشعرون بما أعانيه. أتوقّع ذلك. أخشى أن أفعل ذلك فأثير قلقهم وانزعاجهم، ولا أريد أن أكون ضعيفةً أكثر مما بدوت. لكن، في الوقت نفسه، أريد أن أبكي أمام أحد.ليس أيّ أحد.
أصبح وجهي الذي يبتسم كثيرًا، يبتسم بشكلٍ أقل.
لا أضحك كثيرًا، فإذا ضحكت كان الأمر سخريةً أو ما شابه.
مزاجي متعكّر، العصبيّة أحيانًا، الشعور بالرغبة في السقوط، أحيانًا الموت، رغبةً في الحياة
أين حياتي التي كنت أتمناها؟
أقول أحيانًا: لا بأس "فترة وتعدّي"، هي السنة الأولى فقط. الجميع يقول ذلك، ويقولون إنّ مشاكلك طبيعية جدًّا، وأداؤك أيضًا.
لكني أشعر بالخوف، فليبعد أحدٌ هذا الشيطان الرجيم.
أين إيماني وثقتي؟ أين صبري؟.. انتزعته الدنيا من أجل دنيا. تريد أن تأخذ كلّ شيء.
يا الله.. كم أنّك بعيدٌ رغم اقترابك.
أتحسّر على صلاتي وحضوري المجالس.. أتحسّر على الآخرة. تجرفني الدنيا جرفًا لكي أبتعد أكثر.
أشعر بأني على وشك خسارة كلّ شيء من أجل شيء واحد: العمل. ولا أدري هل سأجد منه نتيجةً أو لا.
أسأل صديقتي يوم الخميس، عندما خرجت معها: ماذا كان شعوركِ وهم يخبرونكِ بنقاط ضعفكِ، أو أنّكِ لست جيّدة بما يكفي؟ مع العلم أنها في السنة الثانية أو ربما الثالثة. تقول: لا شيء، في البداية كنت أتحبّط قليلًا فقط، ثمّ تمضي الأمور على ما يرام.
حسنًا، لنقل إنّي لم أعتد على الفشل بعد في حياتي. البعض يقول: لا تهتمي بتقييمك، وما إلى ذلك، خاصةً التقييم النهائي. لكنّي لست أعلم.
قررت أن أصبّ الجهد على حصصي فقط، مهما كانت الوسائل. وأقلّل من حرصي على الخطط والتحضيرات، ما عدا الحضور. اعتدت على الإخلاص، والآن أشعر أنّ العالم يريدني أن أتبع سياسة الترقيع مثله.
تبًا لمثاليتي، وتبًا للواقع.. تبًّا لكلّ شيء تسبّب لي بالألم.
 
30/11/2019

موعد مستجدّ.
شهرٌ واحد وتنتهي هذه السنة. ومن المؤكّد أنّني لن أنهي العدد المطلوب، ومن المحتمل الراجح أنّني لن أكرّر الفكرة. تزداد حاجتي للكتابة أكثر عندما أتوتّر وأشعر أنّ عقلي مليء فائض بالأفكار. غدًا سوف تحضر موجهة لحصّتي في الصفّ الأوّل. ولا أدري ماذا سيحدث. أنا على أملٍ وعلى يأسٍ في الوقت نفسه. أشعر بالاختناق، محاجري مملوءة بالماء المالح، لو يُعتَصَر قلبي أكثر قليلًا. بين الخوف من الفشل، واللامبالاة. لا يوجد الكثير لفعله، وأنا اعتدت على صفوفي الأوّل أكثر من صفي الثاني الإعدادي الخائب التعيس ذي الدرجات المتدنية. هذا يزعجني أيضًا ؛ لأنّني أبذل جهدًا من دون أن يحقّق شيء. يشعرني أكثر بأنّي فاشلة لا تعرف شيئًا. الآخرون يقولون عكس ذلك، لكن لا يمكنني أن ألغي هذا الشعور المزعج من داخلي. لا أعتقد أنّني قادرة على التجاوز بسهولة. عليّ أن أجهّز للحضور، وصفي يحتوي على جهاز عرض، ولكن حاسوبي لا يرتبط مع هذا الصفّ، عليّ أن آخذ حاسوب المعلمة الأخرى. أخشى أن يضيع الوقت قليلًا أو كثيرًا. لديّ ما يكفي من الأفكار، وفكّرت ماذا سأفعل، ولكني مع ذلك لم أبدأ في التحضير والتجهيز. هل من اللازم أن أستخدم التكنولوجيا في هذا الحضور أو أتنازل عن ذلك؟ هل سيكفي استعمال مايكرفون لاسلكي أم يجب أن أستعمل جهاز العرض أيضًا؟ هل أنشد أنا أنشودة حرف الباء أو أشغل لهم أنشودة؟ أو هل أعرض "بوربوينتًا". بقية الأنشطة متوفرة لدي، وكذلك الوسائل. ولكن ينقصني القليل. إذن أخطّط على ماذا تحديدًا. الفكرة تتلو الفكرة. والماضي يفهم يطوى*.

فهل أنا لم أفهم الماضي حتى أطويه، أم أنّني فهمته ولم أطويه؟

هل سأكون بخير؟ سألت نفسي السؤال الذي تعلّمته في أثناء تجربتي في بيرلتز: ما أسوأ احتمالٍ يمكن أن يحدث؟ هل هو أن أحصل على وصمة "غير ملائم"؟ لا يعقل في الحقيقة أن أحصل عليها؛ لأنّ معايير الثقل لدي على الأقلّ "مرضٍ". هل يكون هذا طموحي الآن؟ أن أتجاوز الـ"غير ملائم"، بدلًا من أن يكون طموحي الحصول على الممتاز؟ هل هذا يعقل؟ وفي الصفّ الثاني الإعدادي أيضًا تغيّر الهدف. كان هدفي أعلى وأسمى، والآن؟ هل يعقل أن يكون الهدف "الانتهاء بسلام"؟ طالباتي لا أدري كيف يفكرن، يقول الجميع إنّ هذه الدفعة سيئة، ولكني - رغم أنّي عانيت من ضبط المراهقات وإزعاجهن - إلا أنّني شرحت كلّ شيء، وأخبرت بناتي بكثير من الملاحظات المفيدة، وأعطيتهن بعض الملخصات. ومع ذلك في النهاية: الامتحان صعب. لماذا لم تأتِ إلينا في الامتحان لتوضيح الأسئلة؟ جميع المواد راجعن معنا لماذا لم تراجعي معنا؟ نريد ملخصات. لم تنصفني ولا طالبة. ومع ذلك دافعت عن نفسي. لا أدري إن كان من بينهن من سكتت تفاديًا لأيّ شيء. ولكن السؤال: أيعقل أنّ الامتحان صعب إلى درجة ترك أسئلة فارغة بما في ذلك السؤال الذي يعتمد على حفظ الأبيات؟! ولماذا انتظرن حضوري؟ في الحقيقة فكّرت كثيرًا، قلت ربّما أنا قصّرت، ولكن ليس إلى هذه الدرجة. فكّرت كثيرًا. انتبهت إلى جدولي ليوم الخميس، اليوم الذي امتحنّ فيه، كانت حصتي الثانية، هي الحصة التي قدّمن فيها الامتحان. هل تكاسلن عن الدراسة لأنّهن اعتقدن أنّني من سيراقبهن؟ وبالتالي سيستطعن سؤالي وإزعاجي في أثناء المراقبة، واستغلالي؟


أحيانًا أتمنى شيئًا: أن أكون أكثر قسوة ممّا أنا عليه.

لا أعرف ماذا يحدث لي تحديدًا.. قريبًا سينتهي الفصل، لكن، سيبدأ من الرواية فصلٌ جديد.
لا أدري ما الذي سيمسح على قلبي.
 
3/12/2019

موعد مستحدث آخر.

"فوضى" الكلمة الأولى لوصف حالي الآن. "تشتت" الكلمة الثانية لوصف حالي الآن.
أفكّر في عدد من الأشياء - التي لولا شعوري الداخلي بأن أطمئن عليها لكنت ألتهم نفسي أكثر-. صفوف الأوّل من جهة، امتحانهم الذي أشعر أنّ الوقت لن يكفيهم لحلّه، وسأضطر لاستقطاع جزء من حصّتي ليوم الخميس ليكملوا الحلّ. هل سيمكنني أن أجعلهم يحلون التدريبات بعد إكماله في الوقت المتبقي؟ لا أدري. وهل سأستطيع أن أتقدّم في الدروس بحيث لا يكون هناك فرقٌ شاسعٌ بيني وبين المعلمة الأخرى. لا أدري أيضًا. لكن عمومًا، سأحاول التخطيط من جديد، سوف أرى ماذا سيحدث في الغد. لديّ طالبات أيضًا لم يقدموا بعض الامتحانات من الصف الثاني الإعدادي. أظنّ أنني سآخذهم صباحًا لفعل ذلك. سوف أرى ما يمكن فعله أيضًا. أتمنى أن لا أنسى تذكيرهم بذلك مبكّرًا ليأتوا إليّ. حسنًا، ماذا أيضًا لديّ؟ من المحتمل أن يتغيّر صفي الثاني الإعدادي إلى صفٍّ من صفوف الثالث الإعداديّ. من الجيّد أنهم سيكونون أفضل بكثير من الصفّ الثاني الإعدادي، ومن جهةٍ أخرى درجاتهم كاملة؛ لأنّ معلمتهم السابقة - التي خرجت لظرف الولادة - لا يوجد بديل الآن يأخذ صفوفها، ولذلك سيكون هناك إعادة جدولة أو وضع حلّ. لكن المشكلة العظمى تكمن أين؟ في أنّ صفوفها منذ أن خرجت لديهم 6 دروس غير مشروحة، وقد فات عددٌ من الحصص. لا أعرف ماذا سيحدث ولكن أتمنى ألا أقع في مشكلات وضغوطات أكثر مما أنا فيه. أصبحت عصبية المزاج، خاصّةً بينما أعمل في المنزل. أحاول كتابة تخطيطات، ولكني لا أضمن الالتزام بها. عقلي مضطرب ومشتت، وكما قلت، على الرغم من أني أشعر بعض الشيء بالاطمئنان، أو ربما لا مبالاة، لا أدري أيهما أصحّ..

لا أنكر أنّني تمنيت أن يتغير صفي، ولا أنكر أنني تضايقت كثيرًا من طالباتي، ولا أنكر أيضًا حتى توسلاتي لله ولأمّ البنين (ع) بأن يحدث حلٌّ لصفي، وقد حدث ذلك فجأةً بالفعل، فقد كان هناك إجراءات للصفّ من قبل المشرفة الإدارية وكذلك المعلمة الأولى. ربّما سمع أحدٌ صراخي على الطالبات، وربما شيء آخر، لا أدري تمامًا، ولا أعرف كيف حدث. ولكنه بقدرة قادر حدث. لا أعرف شيئًا مما يمكن أن يحصل قريبًا. لقد كان ذلك اقتراحًا لا أكثر. ولم يصدر الجدول الجديد حتى الآن. ولكني أحيانًا أشعر بأني سأبقى على الحال نفسه، وأحيانًا أشعر أنني لن أبقى عليه. سوف نرى ماذا ستفعل الأقدار وتدبيرات الله. بالمصادفة كنت قد أخبرت المعلمة التي يفترض بها أن تمسك صفي لو أنّهم أعطوني منهج الثالث الإعدادي - بما تبقى عليّ من دروس. كنت أحاول إيجاد حلّ وأسألها عن طبيعة بعض المعلمات وهل سيوافقن على أن آخذ من حصصهم أو ما شابه.

تذكّرت أيضًا، كوني مربيّة الصف الثاني الإعداديّ، عليّ جمع أوراق مؤونة الشتاء عاجلًا، وبذلك عليّ تدوين كلّ مبلغ وجعل كل طالبة توقع وكتابة الرصيد وإعادته. يستهلك ذلك وقتًا. ولا أعرف متى سيتمّ فعله، يحتاج الأمر إلى حصّة، ولا أستطيع التضحية بحصصي. سأبحث عن حصّة احتياط أو ما شابه.
 
ألم يكن من اللازم إنهاء هذه الموضوع برفق أكثر..؟!
هناك العديد من الأمور التي قرأتها عن فترة العمل، وأودّ أن أعقّبَ بعدها وأكتب كثيرًا.


ولن أفعل.
 
عودة
أعلى أسفل