119 موعدًا مع الكتابة.

رَحِيــلْ ،

ll Super Moderator ll
طاقم الإدارة
تاريخ التسجيل
28 ديسمبر 2012
المشاركات
15,956
العمر
28
الإقامة
-
المجموعة
أنثى
الدفعة الدراسية
2013
الكلية
كلية الآداب
التخصص
اللغة العربية وآدابها.
99302445-1614-45bb-9836-6f3f9329779e.jpg
 
(1)


16/1/2019.
10:43م



كيف يختار النّاس مواعيدهم؟ وكيف يجهّزون لها؟


بشيء من استهلاك المعلومات التي عرفناها في الابتدائيّة في الاجتماعيات والرياضيّات:
يمرّ كلّ عام بثلاثمائة وخمسةٍ وستّين يومًا، وبيومٍ إضافي إذا كانت السّنة كبيسة. ثلث هذه الأيّام يساوي تقريبًا 121.7. ومع ذلك اخترت رقم 119، بما يقلّ عن الثلث بقليل، من أجل مواعيد عشوائيّة مع الكتابة. وفي الحقيقة هذا الموعد الوحيد غير العشوائي، لكنّه على الأقل من غير تجهيز. أو لنقلّ إنّني فكّرت قليلًا أو كثيرًا خلال اليوم ماذا سأكتب، وتخيّلت ماذا سأكتب، واخترت بعض كلماتي التي سأكتبها، بالرّغم من أنّي لم أكن عازمةً على أن أفكّر ولا أن أتخيّل ولا أن أختار. كنت سأكتب تفاصيل من اليوم الذي سأكتب فيه، بما يشبه كتابة اليوميّات. في النهاية قرّرت أن أجعل الكتابة مفتوحة. لا أدري هل لأنّي لا أريد أن أقيّد نفسي، أو لأنّي أعجز عن فعل شيء من دون أن يكون مفتوحًا؟


على أيّة حال، رهبة اللّقاء الأوّل تجعل الإنسان يفكّر، ويتخيّل، ويختار بعض كلماته.


تحدّثت كتابيًّا قليلًا مع زميلةٍ كانت لي في معهد Berlitz للغات عن الأستاذة التي ستدرّس أختي. مع العلم أنّنا عندما درسنا في الدّورة السابقة كان لدينا أستاذ. المهمّ، قلت لها إنّنا أخذنا بعض الانطباع السلبي عنها لبعض المواقف القليلة. أظنّ أنّ حكمنا لم يكن صحيحًا. والأهمّ، ونحن نتحدث قلت لها: أخبرتني أختي أنّ هذه الأستاذة زوجها أمريكي الجنسيّة. فقالت الزّميلة: الزواج من كافر في الإسلام حرام.

الآن أفكّر لثوانٍ قليلة: هل أمسح ما كتبته؟ هل أواصل ما حدث؟ هل كان ضروريًّا سرد هذه القصّة التي تبدو لي لو أنّها كانت بالكلام لكانت تبدو بشكلٍ أفضل؟ أجيب على نفسي: في اللّقاءات لا تكون مستعدًا لما تقول، بل يمكن أن تغيّر كلامك الذي أعددته. خاصّةً في اللّقاء الأوّل. على الأقل: قول شيء أفضل من لا شيء.

قلت للزّميلة: وما أدراكِ بأنّه كافر؟ هل سألتِها؟ في أمريكا يوجد مزيجٌ من الدّيانات: المسلمين والمسيح واليهود والملحدين وغيرها. هي تقول إنه لا بأس لدى العجم. وهذه العبارة وحدها تحتاج إلى دفاعٍ آخر أطول، لو كنت فتحته لا أدري ماذا سيحدث. [عصبيتي المشهورة التي كنت أدافع بها عن تخصّصي زالت وما عدت أبالي، ولكنّ شيئًا من العصبيّة - ولن أقول التعصّب، ولن أختار كلمة الغضب أيضًا لذا أرجو فهمي قليلًا - في أشياء أخرى الآن].

تلك العبارة تحتاج أكثر من الدّفاع الذي (استشطت) بكتابته: أعلم أنّ ذلك محرّم، لكنّ هذا الأمر يعود إليها. قد يكون أمريكيًّا لكنّ هذا لا يعني بأنّه غير مسلم. قد يكون كافرًا ودخل الإسلام، قد يكون مسلمًا أصلًا. هي تقول لي: لماذا أدافع عنها؟ وأنا أقول لها: لا أدافع عنها، لكنّ المسافة بين الحقّ والباطل أربعة أصابع. لا تحكمي من غير مشاهدة. وللكلام بقيّة قليلة جدًّا، أنهيتها بقولي إنّني سأذهب لتناول الغداء. والبقيّة القليلة جدًّا كانت من جهتي طبعًا؛ لأنّها رفضت هذا النّوع من المحاضرات مع أنّ الأسلوب هناك كان باللهجة العاميّة ولم يكن كما هو مكتوبٌ في هذه الأسطر. ربّما كنت قاسية عندما قلت لها إنّ ما تفعلينه أيضًا حرام، ليس فقط الزواج من كافر حرام. فأصيبت بالصّدمة. لا أتذكّر متى بدأت باختيار جملٍ فظّة، أولنقل صريحة أكثر من اللازم في بعض الأحيان. أعتقد منذ أن بدأت بالتغيير من التفكير بما يريد النّاس سماعه - إلى ما أريد قوله. لكن ألا بأس حقًّا؟

أظنّ أنّ الطابع العام عن شخصيتي...
لا داعي لهذا الحديث أكثر. سئمت.
لكنّي أظنّ أيضًا أن صدمتها ليست من الجملة نفسها بل لأنّني قلتها.



وجبة غدائنا اليوم سمكٌ مقليّ، وأنا أحبّ تناوله. الجوّ معتدل البرودة اليوم أيضًا، وأنا أحبّ هذا الجوّ أيضًا. وبدأت في قراءة روايةٍ جديدة، وأنا أحبّ القراءة.
ربّما هذا على سبيل الاستمتاع بالأشياء التي نحبّها. أحاول قدر الإمكان أن أحتفظ بذكرياتي خلال 2019. أحببت هذا العام منذ قدومه. هذا أيضًا ربّما على سبيل الاستمتاع بالأشياء التي نحبّها.





"فلتتهم ذاكرتك أفضل من أن تعترف بأنّ حياتك كانت فارغة".
شرفة الهاوية، إبراهيم نصر الله.
11:41م.


 
(2)

19/1/2019
4:10م.


كيف يمكن للإنسان أن يعرف نفسه؟

إلى الجزء البشريّ الحيّ بداخلي: شكرًا لاهتمامك. شكرًا لتذكيرك بأن أحرص كلّ صباح على أن أمسح الماء المتبقي على وجهي قبل أن أطلع للغرفة؛ لأنّه سيسبّب لي شعورًا بالاختناق والرّغبة في البكاء بطريقةٍ لا يمكن وصفها. إلى يومي هذا لا أعرف السبب لهذا الشّعور، ربّما بسبب التنقلات من الدافئ إلى البارد أو ما شابه. مع أنّ هذا أمرٌ قديمٌ أذكر أنّه حدث في صغري، وأذكر أنّني كنت لا أتمالك نفسي فأشرع بالبكاء من دون سبب. يقول أبي ربّما أصابتكِ لفحة. لا أدري تمامًا، لكنّي أكتفي بأن أمسح الماء وأن أغطّي نصف وجهي، على سبيل (ترقيع) المشكلة.

المشاعر الانفجاريّة تحدث عندما لا يتمالك المرء نفسه. فهل نحن نمتلك نفوسنا أصلًا حتّى نتمالكها أم أنّه صكٌّ مؤقّت؟ هناك سؤالٌ آخر خطر في عقلي في هذه اللّحظة: عندما نبكي على الحسين - عليه السلام - من دون أن "نتمالك" أنفسنا، هل هي رغبةٌ في تغيير هذه الملكيّة؟ ولكن كيف نجرؤ أن نعطيه ما لا نملكه أصلًا؟

نقطة على السّطر.



هناك مجموعةٌ من الاعترافات التي أشعر أنّها سخيفة ولا داعي لذكرها ولكنّي سأكتبها في هذا الموعد.
مثلًا:
الشّتاء يحثّني على الكسل والخمول أكثر من اللازم بسبب أنّي لا أحبّ البرد. ولأنّني لا أحبّ البرد فأنا أبحث عن الدّفء فأكثر أحيانًا من ارتداء الملابس الشتويّة الثقيلة في غرفتي حتّى أشعر أحيانًا بأنّي (خيشة) متنقّلة. وأنا أشعر أنّي (خيشة) متنقّلة في الأحيان التي أرتدي فيها معطفًا لوالدي ما أزال أحتفظ به منذ سنتين ربّما، ورغم أنّه واسعٌ لكنّه دافئ، وكان يحتوي رائحةً مميّزة وطيّبة. وإذا كان من اللازم قول هذا، فإنّ أحدهم يشبه معطف والدي.

بعد أن أنهيت الأسطر السابقة أقلبت أختي الصغرى إلى الغرفة وبيدها بعض النّقود القليلة التي يرجع "امتلاكها" لي. أخبرتني أنها أعادت المبلغ أقلّ بمقدار 400 فلس؛ لأنّها عندما ذهبت إلى (البرادة) رأت طفلةً (خاطرها) في بيضة (كندر)، فأشفقت عليها واشترتها لها. هي تعلم أنّني لن أقول شيئًا ولن أطالبها بها. في الحقيقة شعرت بـ(رفّة) قلب عندما أخبرتني. يقال إنّ إسعاد الآخرين طريقٌ للسعادة. ويقال أيضًا إنّ السّعادة تأتي مع عمل الخير، والبركة تأتي مع عمل الخير.
ومثلًا:
اعترفت في موضوع الاعترافات اليوميّة قبل يوم أو ربّما يومين بأنّي أحبّ تناول (الأندومي). أريد القول إنّني أحبّ أيضًا أكل الورق عنب - مع أنّي في الماضي كنت أخشى تجربته - والمحاشي والكشري، وفي الحلويّات أُفضّل الحلويات المحشيّة، فضلًا عن (الممرمغة) بالشوكولاته. مع أنّي أظنّ جميع هذه المأكولات لا تناسبني، فـ(الأندومي) ضارّ كما يُشاع، بل إنّه عند والدي منتوجٌ مقاطَع. والورق عنب والمحاشي والكشري تحتوي صلصة الطماطم والفلفل ممّا يسبب لي شيئًا من الحساسيّة الخفيفة. أمّا الحلويّات فإذا تناولتها في الوقت غير المناسب أو بمقدار السكّر غير المناسب - فإنّها ستسبب لي (الحومة) إذا صحّ التعبير. لا أعتقد أنّ حياتي صحيّة بما يكفي. ربّما عليّ بذل مجهود أكبر، على الأقل من أجل سلامتي في الأيّام القادمة.
ومثلًا:
على العكس من النّاس، أفضّل الأطراف اللّينة من الخبز أكثر من (المقصّفة). وعلى العكس مع جميع بنات العائلة، أفضّل الدراما الكوريّة. وعلى العكس من جميع أفراد عائلتي، لا أحبّ تناول الطماطم - مع أنّي آكل وجبات تحتويه عندما يختفي طعمه، وآكل الكاتشب أيضًا -. وعلى العكس من أخواتي، لا أحبّ الحناء فقط بسبب رائحتها.
ومثلًا:
لو أنّني التزمت بكتابة أحداثي اليوميّة في كلِّ موعد للكتابة، لـ(توهّقتُ) حقًّا فيما سأكتب. لكنت كتبت أنّني في بداية هذا اليوم - أعني في منتصف الليل - كنت قضّيت بعض الوقت في مشاهدة دراما كوريّة اسمها " The king 2 hearts - ملك في حيرة -" وأخذت غفوةً في حدود الساعة 3:30 تقريبًا، ثمّ استيقظت على المنبّه الثالث الساعة 5:55 لأداء الصّلاة، ثمّ نمت واستيقظت متأخّرةً أيضًا. وهذا يحدوني للقول إن هذا البرنامج كلّه خطأ ويلزم أن أغيّره بل أن أبتعد عن السّهر، ولكنّي أشكّ في أنّي سأبتعد عنه، إلا إذا ابتدأت دورتي الثانية في اللّغة الإنجليزيّة -. أيضًا ساعدت أختي الصغرى في تنسيق جزء من هديّتها لصديقتها، ولا أدري من أين أتى هذا الفنّ في ربط الشرائط فجأة. تناولت خبزًا باللّبنة والزّعتر كانت قد أعدّته أختي الكبرى، وكان من المفترض أن يكون ساخنًا ولكن مع الأسف. فتحت نافذتي قليلًا لتهوية الغرفة، ومع أنّ أبي نصحني بأن لا أتعدى الخمس دقائق بفتحها قليلًا مع تشغيل المروحة وأنا خارج الغرفة - إلّا أنّني سمحت بمزيد من الهواء ومزيد من "البرد" بالدّخول، وها أنا الآن أصبحت خيشة، بل أرتدي قبّعةً شتويّةً أيضًا! لكنّ أصابع يديّ متجمّدة، وهذا ما (يقهرني) في الموضوع "الأصابع" التي لا أستطيع فعل شيءٍ من دونها، حتّى حمل كتابٍ مثلًا. سأكون في المأتم خلال الساعة 7:30. مساءً سأتناول عشائي. أخطّط لإكمال رواية "فتاة القطار" التي بدأت فيها قبل عدّة أيّام وتوقّفت عند الصفحة الخامسة أو ربّما السّادسة. أو إكمال الحلقات الأربع المتبقيّة من الدراما التي ذكرتها قبل قليل. أو ربّما البدء في كتابة الملاحظات الخاصّة حول بعض الأمور التي وجدتها في كتاب "مهزلة العقل البشري". وفي الحقيقة أشعر أنّ هذا الاعتراف الطويل بحدّ ذاته مهزلة.
وأعترف أيضًا باستعجال:
أيّ خطأ إملائي أو نحويّ في هذه المواعيد لن تُصحّح إلا في مدوّنتي الأخرى التي تسبق هذه "أموت وفي نفسي شيء".

نقطة على السطر.



* عندما ذهبت إلى الهند قبل عدّة سنوات، دخلت على قارئة كفٍّ على سبيل الاستمتاع. قالت إنّني عاطفيّةٌ جدًّا وحسّاسة، ولذلك عليّ أن أحذر من أن يغيب منطقي. وقالت إنّه عليَّ الحذر أيضًا من إحدى صديقاتي. قالت إنّني لن أتزوّج عن حبٍّ أبدًا، ولم تخبرني إذا كنت سأقع فيه أم لا. قالت إنّني سأنجب في المستقبل فتاةً واحدةً ثمّ ولدين، وقد يسبّب الولد الثالث لي بعض المشاكل. قالت إنّ خط الحياة طويل، وخطّ القلب كسير، وخطّ الصحّة ممتدّ، ولكنّي قد أموت بجلطة قلب. قالت إنّني شخصٌ يحبّ السّفر وقراءة القصص ومشاهدة الأفلام الكوميديّة. قالت إنّني امرأةٌ مكافحة وقويّة. قالت إنّني سأحصل قريبًا على وظيفةٍ جديدةٍ وستكون مريحةً حتّى ولو كانت براتبٍ أقلّ بقليل. قالت إنّ حياتي ستكون أفضل لو حرصت على تقليم أظافري كلّ اثنين بدلًا من الجمعة. قالت وقالت هراءً كثيرًا. لم أصدّقها لسببٍ واحد: هناك كذبةٌ فيما قالته.*

كانت لديّ الرّغبة قبل عدّة أشهر بكتابة قصّة تكون معنونةً بـ"قارئ الكفّ الذي قال لي..." لا تشبه إلا قليلًا ما كتبته بين نجمتين. أضعها في مدوّنتي الخارجيّة Paradises. لكنّ بسبب تقاعسي لم أكتبها ولم أكتب شيئًا بعد حكاية الجمل (أشهب) وسيره على طريق 515، وطريقته المقاربة للفلسفة في التّفكير.

لديّ أيضًا ما يشبه رؤوس الأقلام بعنوان "محمّد. الحُسَين. محمّد" كذلك في كلّ مرةٍ أفكّر في وضعه وأتراجع.

أردت أن أكتب فيها سلسلةً معنونةً بـ"رسائل إلى مهتدي"، على شكل رسائل - رغم الخطأ النحوي الفاضح في العنوان إذ يجب أن يكون "مهتدٍ"، لكن ربّما هذا الخطأ يُمحى بجعل (مهتدي) معرّفًا علميًّا. الأمر يشبه صرف ما لا ينصرف في النّحو إذا تحوّل للعلميّة كما أذكر في القواعد إن لم يأكل الدّهر على ذاكرتي وشرب. وكذلك كتابة اسم (إبتسام) بالقطع إذا صار علمًا. - ولكنّي شعرت بعدم قدرتي على كتابة تلك السلسلة؛ وقد يكون السبب في خوفي من عدم إكمالها أو خوفي من أشياء أخرى. حاولت استبدالها وقرّرت أن أغيّر موضوع الرسائل وأجعلها بعنوان "رسائل إلى صديقي آدم" ولم أفلح في كتابة شيءٌ يذكر أيضًا ما عدا السّطر الأوّل:
"أكتب إليك، وقد تغيّرت الكثير من الأشياء من بعدك."
والفقرة الأخيرة التي توقّفت بعدها:
"أعلم أنّ رسالتي هذه وحدها تكشف عن مقدارٍ غير قليلٍ من عدم الاستقرار، التوتّر، الضغط النفسي، الفوضى. كلماتي مركّبة بشكلٍ عشوائي، وعباراتي تتساقط بغير ترتيبٍ مسبَق وغير تنسيقٍ مقرّر، وأفكاري نافدة. رسالتي تشبه حياتي، وربّما تشبه نفسي من الدّاخل أيضًا، أنا الذي لم أجد صديقًا يشبهك، فبحثت عن صديقٍ يشبهني، وأيضًا لم أجد."

Paradises في الحقيقة لم تر الجنّة ولا الفردوس بعد؛ لما فيها من نصوص كئيبة كتبتها في أيّامٍ كانت قاسية بعض الشيء. كنت قد خصصت هذه المدوّنة لأي مؤلّفاتٍ طويلةٍ نسبيًّا، لا لنوعٍ محدّد، ولذلك لم ألتزم بتصنيف ما أكتب فيها إلا بحسب التاريخ؛ فهو ذاكرة كافية. ربّما كان ذلك في شهر 7 أو 9 الماضي عندما فتحتها، وربّما حتّى 8 لا أتذكّر بالضّبط. - قد أُنعش ذاكرتي فيما بعد - ولكنّي إلى الآن لم أواصل الكتابة فيها، مع أنّني أحتفظ ببعض الأفكار في ملاحظة على هاتفي المحمول؛ وقد يكون السبب في خوفي من عدم إكمالها أو خوفي من أشياء أخرى.

نقطة على السّطر.



5:27: كنت أخطّط لإنهاء الموعد قبل الصّلاة. ولكن لا بأس، فيما بعد ننتهي.

استئناف. [وضعت بعض الإضافات فيما كتبت في الأعلى، وفي الأسفل كتبت هذا:]

أحيانًا أفكّر: ربّما يكون إدراك النّفس هو معرفة الشرّ فيها.
من لا يعرف شرّه مع الوقت ينسى نفسه، ولا يدركها.​





"عندما تريد أن تنسى تيقّن بأنّك ستتذكّر. فتذكّر حتّى تنسى".
رسائل المطر، آرميا عثمان مرزوق.
6:48م


 
(3)

21/1/2019
10:27م.





كان من المخطّط لهذا اليوم أن ألتقي بصديقةٍ لي مساءً. تغيّر هذا المخطّط بالأمس، فتمّ إلغاء الموعد. لكن قمنا بتغييره إلى لقاءٍ آخر في منزلي. أنتظر فقط أن تحدّد صديقتي اليوم الذي يناسبها بالقدوم. لو التقينا - أو في لقائنا القريب - لكان التّرحيب طويلًا، قصير العناق بعض الشيء. ولكان هناك عددٌ من الأشياء التي بالإمكان أن نتحدّث عنها: بحث تخرّجها. الوظيفة. شيء من (التحلطم) على وزارة التّربية أو الكلام حول إجراءاتها، مختومةً بعدد من الـ(إن شاء الله)ـآت وبعض المواعظ. أيضًا: الكثير من الكلام حول الكتب، - تكتب لي هذه الصّديقة أحيانًا: أشتاق لحديثكِ عن الكتب. وأنا أيضًا أشتاق لحديثي هذا. - وأحاديث أخرى منوّعة.


ولكي أعترف: لا أدري لماذا لم أتحمّس للموعد الثالث هذا اليوم. قمت بتأجيله إلى أن لا يكون لديّ خيارٌ آخر. - خيار أو جزر؟ :whistle: - مع أنّ هناك عددًا من الأمور التي يمكن كتابتها.
بالأمس على سبيل المثال: كنت أقول إنّ النشويات منها الكربوهيدرات؛ لأنّ النشويات هي المجموعة الغذائيّة والكربوهيدرات هي المادّة الغذائيّة. وكانت أختي أمواج تعارضني بالقول إنّ الكربوهيدرات هي الأصل، وتنزل أسفلها النشويات. تجادلنا، والفراغ واضحٌ في هذا الجدال، لدرجة الاستعانة بـ(جوجل) من أجل توضيح الصّواب. في الحقيقة يبدو أنّني أنا التي كنت فارغةً لطرح هذا الموضوع الذي لا أتذكّر تمامًا كيف ابتدأ.


إذا حاولت أن أفسّر ذلك نفسيًّا: يبدو أنّني لم أتناقش منذ زمن في شيءٍ يُذكر مع أحد. كان لا بدّ من ملاقاة صديقاتي بين فترةٍ وأخرى؛ لأنّهنّ الوحيدات اللاتي لن يكون حديثي معهنّ فارغًا. ولن يكون على سبيل (التفلسف) حقيقةً أو مجازًا. لكن زيادةً على مشكلة عدم المناقشة: لديّ بعض العناد. يجوز أن أتناقش، ليس للدفاع عن رأي - لأنّه أحيانًا أدرك منذ البداية أنّ التناقش في أمور كهذه (فضاوة)، أو أدرك أنّ كلا الرأيين صحيحان - لكن فقط لأنّني أتسلّى بهذه المناقشة وإن لم تكن جادّة. لا أدري كيف أصف ذلك. ربّما يكون ذلك أشبه بلاعبٍ في مسرحيّةٍ فكاهيّة، يفعل ذلك من أجل التسلية، حتّى أنّي أحافظ على نبرة صوتي التي تُظهِر المزاح.


أحيانًا أيضًا: البعض في عائلتي يقول - وتحديدًا حنين - إنّني أطيل في الكتابة في (الواتسب) لدرجةٍ تمنح البعض كسلًا عن قراءة الردّ كاملًا. وفي الحقيقة أنا أفعل ذلك منذ زمن، لكنّه غير بعيد. وأعتقد أنّ جزءًا من ذلك الزّمن كان هنا. حتّى أنّني أذكر تعليقًا صغيرًا فكاهيًّا للسيّد حكيم بأنّ ردودي جريدة وتحتاج إلى ملخّص. - أشكّ أنّه سينتبه إلى أنّني ذكرته في هذا الموضوع؛ لما فيه من أشياء طويلة -. على أيّة حال: أنا أكتب كلّ ما في رأسي في أثناء النقاش لئلا يسألني أحد وأعيد الكلام، ولئلا أقع في الجدال والانفعال في الحقيقة؛ لأنّ بعض وجهات نظري تحتاج إلى مقدّمات لكي تُفهَم النّتيجة التي أرمي إليها، لكنّ الاستمرار في مجادلتي في المقدّمات ومقاطعتي يجعلني لا أصل إلى شيء. أعلم أنّ لدي نزعة لأن أبدي رأيي إذا سمحت الفرصة، ولدي نزعة أخرى للصمت أيضًا. وأظنّ أنّ الثانية غالبةٌ لسببٍ ما، أو لأسباب. لديّ أيضًا حبّ الظهور وحبّ الخفاء أيضًا. وأظنّ أنّ الثانية - كذلك - غالبةٌ لسببٍ ما، أو لأسباب.


عمومًا، لنفرض أنّ تلك المجادلة بيني وبين أختي أصبحت أمرًا جادًّا. لنفرض حينها أنّها نعتتني ببعض النعوت، ولنفرض أنّني حين فعلتْ ذلك قرّرت أن أذهب إلى غرفتها انتقامًا، وقمت ببعض الـ(تعفيس). ولنفرض حينها أنّها ذهبت إلى غرفتي وقامت بتخريب ترتيب مكتبتي. هل سأعلنها حربًا؟ بالتأكيد لا، هذه الافتراضات لن تحدث أصلًا. لكنْ كثيرٌ من الحروب خلال التاريخ قامت على أسباب تافهة.



لا أظنّ أنّني سأكتب أكثر. أفكاري تقلّصت عندما ذكرت الحرب. والوقت سينفد.








"أحيانًا، تجد نفسك مجبرًا بكلّ إرادتك لأن تعيد النظر في كثيرٍ من الأمور التي كنت تظنّها تسير على مايرام.
أحيانًا، تحتاج لأشياء كثيرة كي ترمّم ما أتلفته الأيام وعلق بدواخلك العميقة.
تكون بحاجةٍ ماسّةٍ لشيءٍ ما يضرم السعادة بقلبك على عكس ما تعيشه".
كلوديوس. إياد عاشور.
11:44م
 
(4)

26/1/2019


منذ افتتاح هذه المدوّنة وأنا أتساءل: ماذا لو نسيت موعدًا واحدًا؟ ماذا لو أنّني تأخّرت؟ ماذا لو حدث شيءٌ ما يمنعني عن الكتابة؟

لم أجب بوضوحٍ على نفسي. ربّما لأنّي في النّهاية سأتماشى مع ذاتي. قد أخترع عذرًا أو آخر، حلًّا أو آخر. المهمّ أنّه لن يحدث شيءٌ كبير.
هل سأتوقّف عن الموضوع بأكمله؟ هذا جائز، لكنّه ليس كبيرًا أيضًا. يمكنني توفير حجج أخرى إذا احتجت إلى الكتابة، مع أنّ الكتابة على سبيل الاحتياج تبدو وكأنّها... محكمة؟ - هل هذه هي الكلمة المناسبة؟ لا أظنّ -. على أيّة حال، ما أعرفه أنّ الرغبة ستختلف عن الحاجة. وتوجد أسبابٌ أخرى غيرهما للكتابة مثل اجتماعهما معًا، وأسباب أخرى لا تهمّني - على الأقلّ في الوقت الحاليّ -.


سمّيت 2019 بثلاثة أسماء متشابهة ومختلفة في المعنى: سنة التشافي. سنة التعافي. سنة النّقاهة الذّاتيّة. قبل يومٍ واحدٍ تقريبًا مثلًا، اتجهت للكتابة من أجل الاعتراف. وأشعر أنّ ذلك استهلكني بعض الشيء. كان الوقت متأخّرًا، وكتابة لن يقرؤها أحدٌ غيرك ربّما تكون أثقل من غيرها، أثقل من تلك التي [قد] تقرأ. فلنتخطّى هذه الفكرة، فلنقل وحسب أنّ كتابةً موجّهةً إليك شخصيًّا ليست بخفّة الموجّهة إلى سواك. لطالما كنت أظنّ أنّني أكتب لنفسي، ولا أشعر أنّ ذلك صحيح مع احتماليّة القراءة، ولو كانت 1%. حتّى رسالتي المطوّلة التي كتبتها إلى نفسي في المستقبل عندما أخرجت أسطرًا منها لم تكن كتابةً لنفسي وحدها.


أذكر أنّني عندما أخذت دورة اللّغة الإنجليزيّة، جرّبت أن أكتب ما يشبه القصيدة بالإنجليزيّة، على نهاية الفصل. وما أزال أشعر أنّها مجرّد أسطر مسجوعة بالإنجليزيّة! كانت تصف أشياء قمنا بدراستها في كلّ فصل (جبتر)، وأشياء أخرى سريعة مثل الانطباع الأوّل عن المعهد، وذكرت أسماء زميلاتي، وعن مشكلاتي في الإنجليزيّة. كنت سأضعها هنا لكنّني تحفّظت على هذه المحاولة. ورغمًا عن خجلي الشديد من أستاذي أعطيته إيّاها وأخبرته إذا كان من الممكن أن يطّلع على هذه الورقة، ولم أخبره بمحتواها، قلت بأنّي سأستلمها في الغدّ. على أيّة حال لم أستلمها إلى هذا اليوم؛ ببساطة لأنّي لم أسأله عنها، وهو لم يتكلّم أيضًا، وكان المتبقي من الفصل يومين فقط بحسب ما أذكر. ولو افترضت أنّها ثلاثة لا يوجد فرقٌ أيضًا.

على أيّة حال، عندما أرسلتها إلى زميلاتي ليقرأنها، أذكر ونحن نتحدّث سألت سؤالًا لم يكن بغرض الإجابة ولا بغرض الاستنكار: ما فائدة كتابةٍ لن تُقرأ؟

بعد حوالي ثلاثة أشهر أقول: لقد وجدت الإجابة.


بالمناسبة أيضًا: هذه ليست المرّة الأولى التي لا أسأل فيها عن شيءٍ يخصّني. يوجد حادثةٌ أخرى أذكرها لن أذكرها كان من المفترض بعدها أن أسأل فيها عن النتيجة، وبالطبع لم أفعل إلى هذا اليوم.


هذه المرّة نسيت أن أكتب توقيت بدء الكتابة. هذا السّطر ما أعنيه باختراع عذرٍ أو آخر، حلًّا أو آخر.
المهمّ أنّه لن يحدث شيءٌ كبير.







"إنّه لا يعطي لكي يتلقّى، العطاء هو في ذاته فرحٌ رفيع".
فنّ الحبّ، إيرك فروم.
10:06م.

 
(5)

27/1/2019

2:09ص.



هذه المرّة الأولى التي أكتب فيها بهاتفي. في العادة أفضّل حاسوبي المحمول للكتابة، من باب السّهولة. وهذه هي المرّة الأولى التي يكون فيها الموعد بعد موعدٍ آخر مباشرة. وهذه هي المرّة الأولى التي أختار فيها أن أكتب في الفترة الصّباحيّة - بحسب التوقيت العالمي بالطّبع -.


قبل أربعة أيّام التقيت بصديقتي بشكل مفاجئ. حادثتني فجأة للقاء من دون موعدٍ مسبق. خرجنا إلى شاطئ البحر القريب. كان الوقت مساءً. الجوّ يميل للبرودة. الأضواء خافتة بعض الشيء. الأطفال يلعبون. هناك رجالٌ يركضون على الممشى. الباعة ينتظرون زبائنهم. لا شيء. لا يوجد هدف من كتابة هذا. إطالة مملّة لم يكن من اللازم كتابتها. لنفترض أنّي أحبّ التفاصيل. لنفترض أنّي أتدرّب على كتابة رواية. لنفترض أنّي كتبت هذا لأنّي أضع احتماليّة عدم قراءته أكبر من احتمالية قراءته. لنفترض أنّي أشعر بملل. - مهلًا! هذا ليس افتراضًا. :ROFLMAO: -


حسنًا. فلننه هذا. فقد قرّرت أن لا أكتب تلك الحوارات التي دارت بيننا حول أشياء توقّعت أن نتحدّث عنها حينما نلتقي - في موعدي الثالث مع الكتابة. الأمر الوحيد الذي خاب ظنّي فيه: لم نتحدّث كثيرًا عن الكتب، قليلًا فقط. مع أنّ صديقتي الأميرة كانت تحمل رواية "الجوع" وكانت تريد أن نقرأ ولو شيئًا يسيرًا جدًّا. وكنت سأحمل رواية "الغريب"، أو رواية "حاج كومپوستيلا"، أو رواية "بريدا". لكن من استعجالي نسيت أن أضع ما كنت سأختاره في الحقيبة. "أرجوكم.. لا تسخروا منّي" هي رواية أخرى كنت أفكّر بحملها ثمّ تراجعت. على أيّة حال كنت أحمل جهاز (الكندل) معي - كالعادة -.


لكنّني أهديت صديقتي النسخة الثانية من كتاب "النظام القرآني" لعالم سُبيط النيلي. أصرّت على أن أكتب إهداءً. تحيّرت ماذا سأكتب. في الحقيقة أعرف أنّني أحيانًا لا أعرف ماذا أعبّر، عندما يلزم منّي التعبير. لم أكتب الإهداء إلا عندما وصلنا عند باب منزلي. واقعيًّا لم أكتب شيئًا. ولا أدري هل كتبت التاريخ أم لا. لا أستطيع التذكّر. - وأظنّ أنّها لا -.


يظنّ البائع الذي اشتريت من عنده صحن حلوى وصحن ورق عنب - أنّني وصديقتي أخوات. قال للحظة: (اعطي اختش تجرّب). بل كانت جملة مقاربة لهذه لا أتذكّرها جيّدًا. لم نصحّح له ظنّه.








"فما الحياة أيضًا إلا هنيهة،
‏إلا إذابة نفوسنا
‏في نفوس الآخرين
‏كأننا نعطي هبة -
‏إلا صخب العرس
‏متصاعدًا من خلال النوافذ
‏إلا أغنية، إلا حلمًا،
‏إلا حمامةً رماديّة".
دكتور جيفاكو، بوريس باسترنا.
3:11ص.
 
(6)

30/1/2019
9:27م



في أوقاتٍ أخرى، أجد أنّ رغبتي في الكتابة أكثر ممّا هي عليه عندما أقبل على الكتابة. أفكّر مليًّا: هل يوجد طريقةٌ ما لحفظ ما أنسجه في عقلي؟ أتذكّر أنّي في العام الماضي - قبل أشهر واقعيًّا - عندما قرأت كتابًا في اللّسانيات كان المؤلّف يقول - بحسب كلام تشومسكي - إنّ الكفاءة اللّغوية... لا أتذكّر تمامًا، أحتاج إلى العودة إلى الكتاب. لكنّني متردّدةٌ في هذه اللّحظة. أعَلَيَّ العودة إلى الكتاب حقًّا؟ الأمر لا يتطلّب أكثر من الاستدارة بكرسيي المتحرّك، وأفتح الخزانة المغلقة في أسفل مكتبتي ذات اللّون البنيّ الغامق، التي تحتوي على عددٍ من كتب اللّغة من ضمنها الكتاب المطلوب. ثمّ أخذ الكتاب والبحث عن الصّفحات المطلوبة، وإعادة صياغة الكلام الذي نسيته باختصار؛ لإضافته في الموضوع.



السؤال التالي الذي أفكّر فيه: هل نفعني كلّ هذا بشيء؟ أعني بهذا: الكتب والأفكار؟ بشكلٍ آخر: جميع ما يحتويه عقلي. إلى الآن: لم أفعل شيئًا يُذكر. لم أنجز شيئًا. هل يُعدّ جمع المعلومات إنجازًا أصلًا؟ أنا أفعل ذلك من باب محبّتي، أمارسه كهواية. يقول بعض: أن نصل لما نصل عليه فهذا إنجاز. ويقول بعضٌ آخر: يكفي البقاء بخير في الحياة.



لكنّني أتساءل حقًّا وبوعيٍ كافٍ: ما هو الشيء المبدع الذي فعلته بجميع هذا؟ ما هو الأثر الذي تركته؟ ماذا فعلت بكلّ هذا التنظير؟



الفوضى المتراكمة في عقلي؟ التشتت؟ الوحدة؟ هناك شيءٌ باهت في الموضوع. ربّما لأنّي أفعل ذلك على سبيل احتمال الحاجة، على سبيل احتمال الوصول إلى شيء. لكنّي لم أصل إلى شيء بعد. أعدُّ طالبةً من تخصّص اللّغة العربيّة، وقارئة جيّدة بعض الشيء خاصّةً في العلوم الإنسانيّة، لكن لا يوحي شيءٌ كثيرٌ بذلك، فقط لأنّني لم أفعل شيئًا.


سألني أحدٌ على سبيل النكتة: هل يمكن صنع نسخة من عقلكِ؟ ولو قال: قلبكِ... ربّما كان أفضل.



قبل عدّة سنوات، - هل كنت حينها في الإعداديّة أو الثانويّة، وأظنّ أنّي ذكرت هذا مسبقًا - كان لديّ شعورٌ بأنّي سأحقّق شيئًا ما يومًا، شيئًا سيحدث أثرًا. وقالت ابنة خالتي إنّها تشعر بذلك بالفعل وتتوقّع لي شيئًا منه. ما الذي كان يوحي بذلك حينها؟ لا أدري، ولكن إلى الآن يراودني الشعور نفسه أحيانًا. أو لعلّه مجرّد وهم، لعلّه مجرّد رغبة عقليّة يُوهم بها قلبي؛ لأكون يومًا ما، أو لئلا أستسلم. لكنّني أشعر به. كمحصّلة نهائيّة: أنا أشعر به. لكنّني في الوقت نفسه، أخاف منه. أخاف أن يكون صحيحًا، وأخاف ألّا يكون صحيحًا.



الحياة قصيرة، وأنا لا أفعل شيئًا. بالكاد أستطيع تحمّل نفسي، وبالكاد أستطيع أن أكون بخيرٍ وعافية. أمسيت في كلّ ليلةٍ يراودني الخاطر نفسه: ماذا لو متّ في هذه اللّيلة؟ وماذا لو لم أستيقظ غدًا. يا ربّ، لست مستعدةً للقائك. أعلم أنّني أخطأت كثيرًا. أنا من ابتعد. أعنّي بقوةٍ منك لأصلح نفسي وحياتي. أشعر بالضّعف أمام مواجهة بعض ابتلاءاتك، فكيف إذا امتحنتني بما هو أصعب منها؟














"يا أيتها الأجيال البشرية، إنّي لا أرى فيك إلّا العدم!
من هو إذن الإنسان الذي يحصل من السّعادة على أكثر ممّا ينبغي كي يبدو سعيدًا، حتّى إذا ما بدا ذلك فإنّه يختفي من الأفق؟
إذا أنا ضربت بمصيرك المثل، مصيرك أنت أي أوديب البائس، فإنّي لا أستطيع أن أحكم على أحد من النّاس بأنّه سعيد".
أوديب ملكًا، تراجيديّات سوفوكليس.
10:37م
 
(7)

31/1/2019
8:04م




البارحة أرسلت رابط هذه المدوّنة لصديقتين لي، أقربهن إليّ. بالأحرى صباحًا. كانت الساعة تشير إلى السادسة إلاّ ثماني دقائق. قالت إحداهن - ونحن الثلاثة في مجموعة واحدة على (الواتسب) -: "قريتها". ولم تكتب شيئًا آخر. كانت الساعة الثانية عشرة وثماني وعشرون دقيقة. ولم أر هذا الردّ إلا متأخرًّا، وعلى أيّة حال، اعتدت على هذا بين البعض: الصمت بالصمت والكلام بالكلام والسؤال بالسؤال والجواب بالجواب، لا يوجد ما أراه طبيعيًّا وعفويًّا. مع أنّي لا ألتزم بهذه القاعدة. هناك أسباب، وهي كثيرة. بل أرى في الحقيقة، ولكن ليست في أشياء كهذه. أشياء تهمّ، أو تثير الاهتمام، مثل أن نتحدّث عن ذكريات، عن خيالات، عن أشياء ممتعة ومسليّة، وعن أشياء من الحياة كأخبار الحمل والخطوبة، كأخبار عن الجامعة، كأحاديث عن الأكل والنّوم أو حتّى عن القراءة أحيانًا. لكن عندما يتعلّق الأمر بطلب الرأي، أو عندما أتحدّث بطريقةٍ يائسة أو حزينة... على أيّة حال: أنا أفتقد نفسي بالمقام الأوّل، وفي الوقت نفسه: أنا صديقة نفسي المفقودة. وكلٌّ يغنّي على بلواه*.


قبل أيّام كان الوضع طبيعيًّا ومستقرًّا. ليس قبل أيّام، بل منذ بداية هذا العام. بل أقدم من هذا - كنت بخير. فجأةً بالأمس، لسببٍ أو لآخر، أعرفه أو لا أعرفه - لا فرق لديّ في الحزن - شيءٌ ما حدث خلخل موازيني. ربّما هي أشياء متراكمة. ربّما كان ذنبًا لزم الاستغفار منه أو تكفيره. ربّما كان شوقًا إلى أحدٍ أو إلى شيء. ربّما كانت موجة طاقة سلبيّة الله أعلم من أين جاءت. ربّما شعرت برتابة أيّامي الأخيرة وعاد إليّ شعوري بالملل والإحباط. ربّما شعرت باللاقيمة أو المعدوميّة - وقد ظهر هذا في الموعد الأخير - السابق -. وربّما... لا شيء من هذا.


هناك دعوة لتناول (قيمات) قامت والدتي بصنعها. أقطع الموعد ثمّ أعود. على أيّة حال هو أفضل. أحاول أن أقلّل من الشكوى، مهما كانت الفضفضة مفيدة. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ*.


أحيانًا قراءة القرآن تهدّئني. بالأحرى: تلاوته. وإن لم تكن تلاوةً مجودة. لديه سحرٌ خاصٌّ يفي بالغرض لأن أعدّل توازن طاقتي. يصف والدي القرآن دائمًا بأنه "روح"، ولديّ من القناعة ما يكفي لتصديق ذلك. هناك فترات أقرأ فيها بشكلٍ أقلّ. ولا أنكر ذلك، لا يُعدّ هذا حسنًا لكنّها الحقيقة. وهناك كثيرٌ من الحقائق التي يسترها الله ولو يعرفها العالم سيظنّ أنّه موكّل بغفرانها. يُقال إنّ العمل - حتّى الجيّد منه - عندما ينقطع بعد الاعتياد عليه يسبّب نتائج فادحة. وأظنّ أنّ هذه المقولة صحيحة في كثيرٍ من الأشياء على أرض الواقع. ما أزال أحاول أن أستكشف هذه "التوازن" الخاصّ بي. بماذا أتأثّر وبماذا لا أتأثّر، وماذا يحدث عندما أفعل هذا أو ذاك. قرأت مرّةً إنّ القلب يمتلك وعيه الخاصّ به أو منطقًا خاصًّا موصولًا بالكون، وقد لا يُفهَم هذا الوعي أو المنطق أحيانًا. ولكنّه: يصدق رغمًا عن أنّنا لا نصدّقه في كثيرٍ من الأوقات. لذا أحاول أن أصطاد هذا الوعي لتفعيله بشكلٍ إيجابيّ في الحياة. مع أنّي أحيانًا أشعر بقلبي بأشياء يصعب عليّ تحمّلها عندما تحدث. وهناك نوعان من القلق يصيبني: قلقٌ لأنّ الشيء سيكون متعسّرًا أو يكون الابتعاد عنه أفضل. وقلقٌ يصاحبه شعورٌ غريب بالأمان، وصوتٌ دافئٌ عميق: "لا تقلقي ولا تبالي، فكلّ شيء سيكون على ما يُرام".


في هذه اللّيلة قمت بصنع (كاسترد) دافئ لي. ومثل المرّة الماضيّة التي قمت بصنع (كابتشينو بالحليب، أو كوفي بالحليب) وضعته على طاولتي ريثما أكتب، بقي النصف الآخر باردًا. لكن الشيء الجميل في (الكاسترد) أنّه يحتفظ بحرارته لمدّة أطول. ومع أنّه أصبح فاترًا الآن، أشربه. ومع أنّي لم أصنعه حلوًا تمامًا، أيضًا أشربه. في الواقع: إنّها المرّة الثانية التي أقوم بصنعه. أو لعلّها الثالثة. عادةً إذا كان (خاطري) فيه يأتي بمفرده، أذهب إلى المأتم مثلًا وأجده موجودًا، أو يقوم بصنعه أحدٌ منه. ولكن الـ(عادةً) الأخرى: لا يكون فيها موجودًا. وعلى أيّة حال: لا أظنّ أنّ في بيتنا أحدٌ يحبّ شرب المشروبات الدّافئة مثلي.







"وانحنى ظهريَ من حملِ هموم النّاس لكنْ لم أزلْ
أقوى على حمل المزيدْ.
لم أزل أملك حبّي يا أحبّائي لكمْ".
من أين يجيء الحزن. علوي الهاشمي.
9:28م




 
(8)


1/2/2019
1:30م



كنت أفكّر بترك هذه المساحة إلى نهاية اليوم، لكنّني قرأت قبل قليل شيئًا كتبته أختي الثّالثة وصديقتي: قمَر. ولأنّ هناك ما يُقال، ولكن لا أدري أين يُقال، وهل من الأفضل أن يكون هنا أو بشكلٍ خاصّ. لكن في النّهاية، أكتب هذا ليس دفاعًا عنها وحدها، ولا دفاعًا عن حياة المعلّمين، ولا حتّى دفاعًا عن نفسي. لو كانت هناك مدوّنة أخرى مناسبة لكتبت فيها بدلًا من هذه. لكن هذه ستفي بالغرض على أيّة حال. وهي ستمرّ هنا لتقرأ هذا يومًا.


في البداية التي لا أعرف كيف أجعلها بداية، بالنسبة إلى الطلبة أو الطالبات: ما أزال على ثقتي بأنّكِ ستجتازين جميع تلك الصّعوبات وستكونين معلّمةً جيّدة، بل ممتازة. حتّى أنّني قلت هذا من قبل أن تقفي في الصّف حتّى. وضعكِ الحالي لا يعني أنّكِ فشلت أو أنّكِ سيئة. بل على العكس من ذلك: لولا اهتمامك وإخلاصك لما كنتِ تبدين بهذه الطّريقة. أعرف أنّكِ لا تدافعين أصلًا ولا تستخدمين الفضفضة إلا لأمرٍ ثقيل ومزعج. أنتِ رائعة وحنونة ويهمّكِ أمر الطّلبة بالرغم من إزعاجهم. وهذا أمرٌ إنسانيّ مدهش. يمكنني أن أسمع ما كتبتهِ في مدوّنتكِ بصوتكِ، وأشعر أنّ به نبرة حزينة، بل مكبوتة ومخنوقة. وفوق هذا لا أدري من أين جاءت تلك الـ(شخصة) تتبجّح بقولها، من دون أن تعرف شيئًا. مرّةً كتبت على تويتر - ما معناه -: هل ينتظر العالم أن أسقط لكي أثبت أنّني تعبت؟


حسنًا، مررت بتجربةٍ مصغّرة جعلتني أشعر بأمورٍ مماثلة - وأنتِ تعرفين ما جرى تقريبًا - لدرّجة أنّ كلمات الأستاذ المشرف الأخير على (الواتسب): "ما قصّرتي"، "كنتي مميّزة"، "تشتغلي بضمير" - لم تكن كافية للتهرّب من شعور: "أنت سيّئة"، "فاشلة"، "لم يودّعكِ الطّلبة حتّى"، "جهدكِ لم يحقّق نتيجة كافية". كان البعض يقول لي أحيانًا - قبل خروجي وبعده -: (وتقولين تبّين تصيرين معلّمة). (إذا صرتين معلّمة ويه الوزارة عجل وش بتسوين؟). بل حتّى أمّي "أحيانًا" في البداية كانت تقارن بين تجربتها وتجربتي، ممّا جعلني أستاء أكثر. وكانت وأكثر عبارة كانت موجودة هناك: (تشدّدي) حتّى صرت عصبيّة. إلى أن قرّرت الخروج في النهاية.


"سيأتي من بعدي من هو أفضل منّي"، "لا أريد أن أضرّ أحدًا على حساب أن أكون جيّدة". هكذا فكّرت. وعقدت نيّة الخروج على هذا الأساس. المال؟ الخبرة؟ لا يهمّ. أعرف أنّ مشكلتي كانت مع الواجبات وليس مع الشرح. ولا داعي لأثبت لأحدٍ هذا. هناك مشكلة بين مثاليتي والواقع أيضًا. وكذلك بالنسبة إلى ضبط الطلبة - خاصةً الأولاد - ليس سهلًا. خاصّةً مع مظهرٍ بريء، وقلب يريد أن يعمل بحبّ وإخلاص، ومع هدف. حتّى أن أحد طلابي أخبرني بأنّ زميله - الذي أصبح في صفّي - كان يقول: (أنا بجنّن المعلّمة). وبحسب ظنّي لم يكن هو وحده الذي يمتلك الفكرة نفسها في عقله.


الأستاذ الذي أتى من بعدي يبدو جيّدًا، ولديه خبرة سابقة. لكن على أيّة حال: ما يزال حلمي بأن أكون معلّمةً موجودًا، وأحبّ أن أكون كذلك، وأشعر بالحزن عندما أفكّر أنّني لن أكون. قد يبدو ما قلت: اتركي التدريس ليأتي مكانك من هو أفضل. ليس هذا صحيحًا، التكلّم عن هذه التجربة شيء ووضعك شيء آخر. من الواضح أنّ كتابتي هذه (خالطة الحابل بالنابل). ما أريد قوله شيء آخر: تمسّكي به. هو حلمكِ. أعلم أنّ هناك أمور قاسية في الحياة وصعوبات، والناس تريد النتائج، وآخرون يقيسون أنفسهم على نفسك. وآخرون يتكلّمون من غير أن يعرفوا ولا أن يجرّبوا. أنت تعرفين تقييم جهدك. أنتِ بدأتِ بالأصعب منذ البداية، وهذا أمرٌ يستنزفكِ حقًّا. أريد دائمًا أن أفعل شيئًا من أجلك، أيّ شيء، ولكنّني عاجزة حتمًا عن فعل شيءٍ مفيدٍ أو مبهج. لا أملك إلا كلماتي هذه والتي يرجو قلبي فيها: (يا رب ما تفهمني غلط، يا رب ما يفهموني كلهم غلط، يا رب اجعلها مفيدة.. ومبهجة).










"أنت من يقرّر. قد تجد ما تحبّ في قلب الأشياء التي تكرهها، وقد تجد ما تكره في قلب ما تحبّ من الأشياء. تبقى التساؤلات الأخيرة: ما الذي تريده أنت؟ وعمّ تبحث".
سجين المرايا، سعد السنعوسي
2:53م.


 
ت(9)

5/2/2019
9:37م



منذ البارحة وأنا أؤجّل الكتابة في هذا الموعد. أشعر بأنّ هناك أمورًا سارّةً يمكنني أن أكتبها، لكنّي لا أريد أن أكتبها. ربّما لأنّي أفتقد الشخص المناسب لقراءتها، أو ربّما أنا متكاسلة عن الكتابة بشكلٍ عام. ربّما كلاهما. قد أكتبها في مواعيد أخرى.


على أيّة حال، الآن أيضًا أشعر بالنّعاس وأريد أن أنام نومًا عميقًا دافئًا. في الوقت نفسه، أريد أن أكتب شيئًا هنا، إلّا إنّني بالكاد أعثر على شيء. وأفكّر بالاقتباس الذي سأنتهي به.

لا بأس. هذا الموعد كمصافحة.





24675093-8AB2-479E-B928-A180D4248104.jpeg

إنّي أتعافى، دافيد فوينكينوس.
10:05م.
 
ت(9)

5/2/2019
9:37م



منذ البارحة وأنا أؤجّل الكتابة في هذا الموعد. أشعر بأنّ هناك أمورًا سارّةً يمكنني أن أكتبها، لكنّي لا أريد أن أكتبها. ربّما لأنّي أفتقد الشخص المناسب لقراءتها، أو ربّما أنا متكاسلة عن الكتابة بشكلٍ عام. ربّما كلاهما. قد أكتبها في مواعيد أخرى.


على أيّة حال، الآن أيضًا أشعر بالنّعاس وأريد أن أنام نومًا عميقًا دافئًا. في الوقت نفسه، أريد أن أكتب شيئًا هنا، إلّا إنّني بالكاد أعثر على شيء. وأفكّر بالاقتباس الذي سأنتهي به.

لا بأس. هذا الموعد كمصافحة.





مشاهدة المرفق 20592
إنّي أتعافى، دافيد فوينكينوس.
10:05م.

مثال واقعي لاح في ذاكرتي للتو :smile2:
سألتني مرة أم في المشفى من ديانة و بلد مختلف: لماذا الرب يعطينا الأبناء مادامو مرضى؟!
تجمدت مكاني و لم اعرف ماذا أرد، رددت عليها بتلكؤ : إنه الايمان بالقضاء و القدر و يجب علينا التأقلم فقط لنعيش و نرضى أيضاً بما قسمه الله لنا.
 
(10)

9/2/2019
9:03م.

استيقظت صباحًا الساعة العاشرة والرّبع، وبشكلٍ أدقّ: قبل دقيقة من ذلك. توجّهت بعدها إلى الطابق الأرضي. أختي قد دعت صديقاتٍ ثلاث إلى بيتنا لتناول الغداء. ولذا، بدأت مباشرةً بمساعدتها في الطّبخ من بعد نزولي حتّى الساعة الثالثة بل أكثر. لست وحدي بالطبع تعاوننا نحن الثلاثة. كان لدي وقتٌ مقتطعٌ لصلاتي الظهرين بالطبع. أجد الأمر ممتعًا عند الطهي، ولديّ بعض العادات فيه. مثلًا: أفضّل الطهي الفردي على الجماعي على الرّغم من أنّ هذا الأخير أيضًا رائع وله سماته الخاصّة. ومثلًا: لا أحبّذ إطلاقًا جمع الأواني التي تحتاج غسيلًا للنهاية، أحاول قدر الإمكان تقليص العدد، ولا أخاف أن يحترق الطعام فوق النّار ريثما أغسل بعضها؛ - لأنه لن يحترق أصلًا -. لست ماهرةً مائةً بالمائة في الطّهي لكنّي أعرف أهمّ المهارات الأساسيّة، وأشعر أنّ تعلمها مع الممارسة يفي بالغرض لمعرفة كثيرٍ من الأطباق. وأحلم بأن يكون لديّ مطبخي الخاصّ الغنيّ بالموادّ والأدوات.. يومًا ما.


أشعر ببعض النعاس. قد أنام مبكّرًا. قضيت وقتًا لطيفًا مع صديقات أختي. لعبنا ببعض الألعاب. لا أشعر بأنّ لديّ أيّ مشكلة مع الأعمار في الحقيقة. الصغار أو الكبار أو من هم في عمري أو حتّى الأطفال والعجائز. ربّما لأنّ ما يكفي لجعل الآخرين يقبلوني. أو ربّما لأنّي أحبّ الجميع بالفعل وأبحث - رغم جانبي المنطوي والخجول - عمّا يجعلني أندمج معهم. أو ربّما ملامحي الطفوليّة تساعدني. أو ربّما أمتلك صفاتٍ مشتركة من هذا وهؤلاء. أو ربّما جميع هذه الأسباب. ولكن أيّما كان بالنتيجة:... أو لنترك النتيجة. بل لنترك هذا الحديث بأكمله. ما أزال أشعر بالوحدة في النهاية أحيانًا.


تلقّيت خبرًا سعيدًا اليوم أيضًا: صديقتي المقرّبة أنجبت (فاطِمة). صديقتي المقرّبة الأخرى أيضًا تترقّب طفلها أو طفلتها. من المفترض أنّني اعتدت على كونهما بعيدتان عنّي منذ أن تخرّجنا. الواقع يفرض نفسه أحيانًا. أنا أيضًا أمتلك حياتي الخاصّة التي تشغلني. وستكون لي نجاحاتي التي - كالعادة - أفرح بها وحدي، أو مع القليل من الناس بشيء من الاستئناس. لا أدري، قد لا يكون الأمر صحيحًا إطلاقًا، في الغالب تراودني هذه الأفكار عندما أشعر بالنعاس المزدوج مع التعب.


عليّ أن (أچفّس) بعض الملابس المغسولة وأرتبها في خزانتي. عليَّ أن أدوّن بعض الملاحظات وأكتب خطّةً للأطفال الثلاثة الذين أصبحت تقوية عربيّتهم بعهدتي. عليّ أن أكمل النصف الثاني من كتاب (عصف العقول) الذي توقّفت عن قراءته فجأة. عليّ أن أريح ذهني من جميع هذه الأفكار أيضًا... بإنهائها.





7DCE6FF8-78DB-47E9-9868-463F8808C148.jpeg

على ضفّة نهر بييدرا جلست وبكيت، باولو كويلهو.
9:53م.


 
(10)

10/2/2019
10:57م

هذه الأيّام تبدو قصيرةً وطويلةً في الوقت نفسه. لا أدري ما يمكن كتابته الآن. لا يوجد لديّ مزاج للكتابة أصلًا. سأتناول عشائي قبل أن أنهي هذا.


جميع أنواع المشاعر تنتابني الآن. أفكّر في عددٍ من الأمور والأحداث، وأكثرها - لسوء الحظّ أو لحسنه - مهمّة. قالت لي صديقةٌ عزيزةٌ لي إنّها رأتني في المنام أكلّمها، وكنّا في حافلةٍ للجامعة، وكنت حزينة. فبحثت عن تفسير هذا من باب التسليّة فقط، أو لمعرفة إن كان الأمر مهمًّا هو الآخر. أفكّر في هذا وذاك، أيّهم أنسب للكتابة. وجميعها لا تصلح في النّهاية للعرض العام.


حاولت أن أصنع بعض النجوم المميزة، فصارت (مرقّعة) لا يمكن أن تغري طفلًا لأخذها. اللهم إلا إحداها التي وضعت فيها رائحة شمعة بالتوت الأحمر. لكن على الأقل صنعت شيئًا ما مفيدًا. سأستعمله في درس الغد أو درس الأربعاء.


لا أدري. أشعر بحزنٍ غريبٍ هذه الليلة، أو ربّما (ملل ضخم). لعلّ السبب أنّي (حازبة) للاستيقاظ غدًا للذهاب إلى موعدي في وزارة العمل. ولسببٍ أكثر غرابة: أشعر بضيقة (خِلْق) في كلّ ليلة تسبق مواعيدي، وعدم وجود (زاغر) كافٍ للذهاب. على العموم، تفاؤلي كبير هذا العام. لذا لا يهمني. قلت للزميلة من (بيرلتز) - التاء لا تلفظ في الكلمة - التي ذكرتها في الموعد الأوّل من قبل، والتي لم تعد تحادثني بعد ذلك الموقف إطلاقًا عن هذا. قلت لها إنني قد أجد وظيفةً تلائمني هذا العام، وربّما أدخل القفص الذهبي فسألتني: هل يوجد أحد (يعني)؟ فأجيبها كما لم أجب من قبل.


أشتهي قراءة رواية. لكنّي لن أفعل الآن.


على أيّة حال...





"في الحياة، ليست كلّ الأسئلة منذورة بالضرورة لأن نجد لها أجوبةً شافية".
عائد لأبحث عنك، غيوم ميسو.
11:39م
 
(11)

الموعد الأوّل الذي أضيعه.
 
(12)

18/2/2018

كنت أريد أن أكتب بالأمس هنا. لم يكن التاريخ موعدًا. اليوم لا أريد أن أكتب، أريد بعض الرّاحة. إنّي أستمتع هذه الأيام بتعبي، مثلما استمتعت الشهر الماضي بالرّاحة. أشعر أنّني أفعل شيئًا، وفعلت شيئًا أيضًا. صحيحٌ أن هناك مشاعر جافة تنتابني أحيانًا، لكنّني بخير. مع ذلك أشتاق لقراءة الكتب بالرّغم من أنّي لا أتجه إليها مؤخّرًا. توقّفت منذ مدّة. لكن لا بأس. المهمّ أن أكون بخير.


لا أدري ماذا أكتب تحديدًا. ليست لدي الرغبة الكافية لإطالة الحديث. ولن أكتب اقتباسًا أيضًا. ونسيت أن أكتب التوقيت حتّى. أنا على عجلة. أشعر بالجوع والتعب. سأتناول عشائي وأتريّث قليلًا ثمّ سأنام. كنت سأتعمّد تضييع الموعد هذه المرّة. لا بأس. المهمّ أن أكون بخير.
 
(13)

21/2/2019

6:40م

للتوّ أنتبه: في الموعد السابق: 2018.
الخميس يوم إجازتي. استيقظت متأخّرةً بعض الشيء. تكاسلت في القيام. عصرًا خرجت مع أختي الكبرى إلى الساحل، وكان مزاجي متعكّرًا. عاطفتي ازدادت خلال الأعوام الأخيرة، وأشعر أنّني هشّة. مع أنّ البهجة أصبحت مرافقةً لي في الآونة الأخيرة، إلا أنّ الحزن يراودني أحيانًا بشكلٍ مزعج. أشعر أنّني وحيدة وبلا أصدقاء يشبهونني، أو على الأقل حياتهم تشبه حياتي، ولنقل: أجزاء منها. أحيانًا أخبر البعض عمّا يسعدني أو يحزنني أو حتّى يبكيني، لا أجد تفاعلًا كافيًا، أو كلمةً دافئةً على الأقل. لا أدري هل تحدّثت مع الأشخاص الخطأ، أو أنّ أسلوبي ليس جيّدًا. على أيّة حال أنا أتهم نفسي وألقي اللّوم عليها، وهذا ما يدفعني لهمٍّ أكبر.


من المفترض أن أزور صديقتي التي أنجبت (فاطِمة) مع صديقةٍ أخرى يوم الأحد الماضي مساءً، لكنّ ذلك لم يحدث. أصبح من المفترض أن أزورها الليلة معها، لكنّ ذلك لن يحدث على ما أعتقد أيضًا. لعلّه خير. - أقول لنفسي - لكنّني بطريقةٍ ما أجدني بائسة. عاجزة أحيانًا.


أنا أجد نفسي أكثر حين أكون معلّمة، أو مع الأطفال، أو عندما أتحدّث عن بعض الأشياء بشغف. لا يوجد شيءٌ مغرٍ في الحياة، وبالذات عندما تكون أنثى. ربّما يوجد. كم تبدو العبارة تافهة. أتهم نفسي مجدّدًا. لا فرق لديّ لأن الناس تتجاهل محاسبتي أحيانًا، أو أن أحاسب نفسي أسهل من انتظارهم. على أيّة الحياة القاسية أيضًا لا تناسبني.



7:03م
 
(14)

23/2/2019
11:24ص.


أفترض أنّ هذا الأسبوع سيكون جميلًا، وأيّامه لطيفة. بالأمس قمت بشراء هديّة لصديقتي وابنتها المولودة حديثًا (فاطِمة). سأقوم بزيارتها غدًا إن شاء الله. في البداية كان من المقرّر أن يكون الأحد الماضي موعدنا، وأن أذهب مع صديقةٍ أخرى لي، ولم يحدث، لا بأس، كانت كلتانا منشغلة. اختارت صديقتي يوم الخميس بديلًا، جاء الخميس، كذبت عليّ بقولها إن أمّ فاطِمة لم تعطيها ردًّا عن يوم الخميس، وهذا ما لم يحدث. على أيّة حال أخبرتها أنّني سأذهب بمفردي وأتدبّر أمري، تظنّ أنّني لا أعلم بشيء، تعتقد أنّها ذكيّة بما يكفي لخداعي. في علاقاتي أحرص على الصدق، من يكذب مرّة سيكذب ألف مرّة، وهي لم تكن مرّتها الأولى عمومًا. لكنّي لا أحبّ أن أواجه الآخرين بذنوبهم. أعلم أنّي قد أتحدّث بمرارة الأسف عمّا فعلوا مع آخرين، أو قد أكتب عن ذلك كما هو الآن، لكنّي أرجو أن أتوقّف عن هذا أيضًا.


لا يهمني اعتقاد النّاس ما إن كنت طيّبة أو ساذجة أو خبيثة أو سخيفة أو غير ذلك. أصبحت أعرف نفسي أكثر من السابق، وأذكر خطاياي التي حفظتها. وأنا بانتظار شخصٍ يستطيع أن يعرفني جيّدًا، أكثر ممّا أفعل، أو على الأقل أقلّ من ذلك بقليل. كتبت ذات مرّة ما معناه: هناك من يقول إنّه يعرف الشخص جيّدًا، لكن سرعان ما يتهاوى إيمانه لمجرّد التساؤل من دون أن يجيب: لماذا فعل هذا الشخص ذلك؟
باعتقادي لا تهمّ الإجابة إن كانت خاطئة أو صحيحة. كلا الحالين لها تفسيرها. لكن التفسير الخاصّ بعدم الإجابة مختلف.


يوم الاثنين ستبدأ دورة اللغة الإنجليزية الثانية لي، الثالثة بحسب المستوى. في الحقيقة كان من المفترض أن أبدأ من المستوى الثالث، لكنّ ذلك لم يحدث. بسبب أنّي أردت تطوير التحدّث أولًا، وتطوير قاموسي الإنجليزيّ، ولزوم ما يلزم من تقويم قليل من الثغرات الصغيرة - قرّرت أن أخفض المستوى للمستوى الثاني. كانت التجربة ممتعة على الرغم من أنّها كانت مجهدة. ليس بسبب الدراسة، بسبب سوء حالتي النفسية أنذاك. تكالبت الأحداث عليّ حينها، العمل في المعهد من جهة، قلّة الكلام في الصفّ من جهةٍ أخرى، وأشياء أخرى، والوحدة قاسية، والشعور بالفشل والعدميّة ممتدّ. المشاعر التي انتابتني لم يكن المرور بها سهلًا لولا رحمة الله. وفي الحقيقة كلّ شيء من كرمه ولطفه، هزائمي أصبحت انتصارات - أو مجرّد محطات - بفضله. مع ذلك لا أظنّ أنّ علاقتي به جيّدة، ولا حتّى مقبولة. لكنّه الله - الإله - ليس واحدًا من الناس، ولا يتحلّى بصفاتهم الوضيعة.


يوم الاثنين أيضًا سيكون درس التوأم اللتين أذهب إليهما خفيفًا ومسلّيًا. أفكّر في إعداد شيءٍ جميل. البارحة اشتريت بعض النجوم الذهبية وأشكال التيجان الفضيّة لهما، ابن خالهما أو خالتهما لن يكون له درس هذا الأسبوع، ولا أعرف ما الأشياء المناسبة له لأنه فتى ولأنه وحده، الأمر الممتع في تدريس التوأم أنّهما معًا، وأنهما فتاتان. إحدى التوأم استأذنتني في أخذ أحد أقلامي، إن كان هذا ممكنًا. القلم الوردي مغرٍ جدًّا للأطفال، البنات منهم خاصةً - ليس جميعهن بالطبع! - . لم أعطها قلمي لكنّني وعدتها بشراء جديد هي وأختها لأنني أستعمل هذه الأقلام على الدّوام كما إنّها مستهلكة وأرغب في شراء جديدةٍ لهما. أختها أحبّت اللون الأزرق أكثر.


يوم الاثنين أيضًا مساءً سيكون مولد السيّدة فاطِمة - عليها السلام - وأرجو أن يكون لديّ من الطاقة ما يكفي لفعاليات قسم الأطفال في المأتم. أخطّط للنوم مبكرًا ليلة الاثنين، وشرب كوبٍ من (الكافيه) للحفاظ على تيقّظي.


يوم الخميس وأنا على شاطئ البحر رأيت طفلًا يدور على النساء لعلّهن يشترين بهارات أو أشياء أخرى. أشفقت عليه، ربّما كان عمره كالفتيان الذين قمت بتدريسهم من قبل، في الصفّ الخامس أو ربّما هو في الصفّ الرابع، في هذه الحدود. على الأقلّ يُفترض به أن يدرس أو يلعب في هذا العمر. كلّما رأيت طفلًا يكدح بما لا يناسب سنّه أتذكّر المهديّ (عج)؛ لأنّني أشعر أنّ الإمام علي (ع) كان من الممكن أن يشفق على هؤلاء المساكين. ربّما الفقر يدفع بهم لفعل أيّ شيء يعينهم على الحياة. ولا يحقّق العدالة إلا ابن العدل. اللهمّ عجلّ لوليّ أمرك الفرج.



"قال لها: هل تلومين نفسك على شيء؟ لعلّك لم تصفحي عن نفسك. قالت ببساطة وودّ: ميخائيل، لا تكن أبله أرجوك. قال: لا أطلب منك أن تصفحي عن نفسك.. أريد.. كم أريد أن أزيل السبب الأوّل الذي يثقلك. أن أزيل عنكِ ثقل الآخرين. قالت: لا أعرف ماذا تريد أن تقول، وماذا تريد. ألا تتصوّر مع ذلك أنّه لا يمكنني أن أعيش، ربّما، من غير هذا الوزن. عليك أن تأخذني، كما أنا".
رامة والتنين، إدوار الخرّاط.

12:24م


 
(15)

25/2/2019
10:50م

كلّما ازداد الألم في كتفيّ ورقبتي شعرت بأنّني فعلت شيئًا يُذكَر. كان اليوم مرهقًا ولكنّه رائع جدًّا. استيقظت خلال الساعة السابعة والنصف، وربّما لم أقم من مكاني في هذا الوقت تحديدًا، ولكنّي تجهّزت حينها لتغيير ملابسي للذّهاب إلى المعهد. كان صباحي مذهلًا، كنت أسرّح شعري وأنا أسمع صوت المنشد محمّد سلمان وغيره. شعرت بنشوة الحياة في الحقيقة. انغماسٌ كاملٌ وحبّ. أردّد لنفسي وأنا أنظر للمرآة: لي وجهٌ جميلٌ ما يزال مبتسمًا، عينان حالمتان سعيدتان، رغم صغر حجمهما نسبيًّا، يمكنني أن أرى الضوء يلمع في حدقيتهما. لديّ ابتسامة تُشعر الآخرين باللّطف. سيكون فصلًا أفضل من السابق. سأتحدّث بأريحيّة هذه المرّة. نعم أنا أستطيع. فلأتخلّص من هذه الشرنقة.


كان درس اليوم عن الـ (present perfect). أحبّ الـ (grammar) في الحقيقة في الإنجليزيّة كما أحبّ النحو في العربيّة، أحبّ أن أتعلّم وأكتسب أشياء جديدة. ضمن الأمثلة على القاعدة التي ذكرتها زميلة في سؤال وجّهته لي إذا ما كنت التقيت شخصًا مشهورًا من قبل؟ أجبتها بالنفي؛ فقط لأنني لا أتذكّر أنّه حدث. قالت لي الدكتورة أو الأستاذة - لا أعرف أيّهما أصوب - حينها - بالإنجليزية طبعًا - "شلون ما تعرفين، انتين بقدّش Famous". ابتسمت. لا أدري إن كان صحيحًا، هو ليس كذلك بالطبع، لكن عليّ أن "أصدّق نفسي" قليلًا، من باب الثقة غير الضروريّة.


أرى أنّ لدى فتاتاي التوأم الكثير من الأسئلة اليوم، لديهما شيء من الفضول عن معلّمتهما. تسألانني عن الكتاب الذي أحضره معي لحلّ بعض التدريبات، وعن أيّ مدرسة دخلت، وكيف كانت دراستي، وعن كيف أدرّس الحفيد الآخر، وتشتكيان من أنّه يسألهما عن بعض الكلمات المعقّدة بالإنجليزيّة، حتّى إذا قالتا: "ما نعرف" قال متبجّحًا: أنتما لا تعرفان شيئًا. في الحقيقة في أثناء التدريس السابق أيضًا في المعهد كانت تعترضني بعض الأسئلة غير الضروريّة. أتذكّر سلمان اللّحوح بالذّات من الصفّ الأوّل - قبل إلغائه - يريد أن أخبره "من وين جيت، من أي منطقة أني" غصبًا شئت أو أبيت! وإحدى طالباتي كانت مُصرّة على أنّ لدي أطفال، بل مصرّة على أنّها فتاةٌ أيضًا!..


مساءً كنت في المأتم، للمرّة الأولى أُنشِد في حفل، وهما مرّتان في الأصل لأنّي ألقيتها على مسامع الأطفال في قسمهم الخاصّ وعند الكبار. كانت أنشودةً بسيطة لحنتها بطريقةٍ عاديّةٍ جدًّا، ومع ذلك كانت جيّدة. قال البعض إنّني أمتلك صوتًا جميلًا. قرأت في قسم الأطفال أيضًا حديث الكساء، أختي تقول إني قرأته بطريقة غير مألوفة قليلًا لكنّها جميلة. أخبرتها أنّني قرأته بين طريقة الدعاء والأنشودة، والأصوب: الدعاء والأنشودة والحكاية. لا أدري كيف أصف أكثر. قالت أيضًا: تتفاعلين مع الكلمات، لو ترين وجهكِ كيف يُصبح.


أظنّ أنّ هذا يكفي. أصبح على خير. أتمنّى لو أنّ هناك ملكًا أو جنّيًّا يرتّب مكتبي وأنا نائمة.




11:27م


 
(16)

27/2/2019
11:39م

وقبل أن يداهمني الوقت في الموعد الأخير لهذا الشهر، أكتب قليلًا، مع أنّ ارتباكي لن يسمح بالكثير.

سأقول: من الغريب أنّ سماعةً واحدةً في هاتفي تعمل والأخرى عندما أتحسّس موجات الصوت - إذا صحّ التعبير - أو أغطيها بإصبعي - لا يوجد أثرٌ في تغيّر الصوت. لا أدري منذ متى هذا، ربّما كان هاتفي قد تأثّر بسقطةٍ أو بأخرى، ربّما هو هكذا. أتمنّى هذا الخيار. على أيّة حال: أريد سماعة أذنين جديدة. ربّما أقتني واحدة باستخدام المبلغ الذي استلمته اليوم.


ولأنّ الوقت لا يكفي حاليًا للكثير سأقول: جهّزت دفتري للدورة الجديدة. أشعر بتغيّرات في شخصيتي، لا أدري متى بدأ هذا، أصبحت لا أتوتّر أكثر أمام الجماعات، ليس جميعهم بالطبع، أصبحت لا أبالي إذا ما أظهرت نفسي، أيّما كان. أقول لصديقتي: رأيت الأستاذ حسن اليوم ونحن في الدّرس، كان يبدو "نوتيلا" كعادته، طبعًا هذه الكلمة أعني بها: حيّويّة ونشاط، لا غير. لم أحبّ استخدامها في وصفه على أيّة حال، قد تناسبني أكثر.


التوأم اليوم تسألانني: "ما بتجين لينا بعد خلاص؟" لم أعرف إن كان القصد "نبيش تجين بعد" أو "إي لا تجين بعد". كانتا أيضًا تشعران بالملل من درس التربية الإسلاميّة، الضعف في اللغة العربيّة أثّر في استيعاب هذه المادة. كانتا تجهدانني بالأسئلة غير الضروريّة التي لها "دخل" بالموضوع من قريب أو بعيد، والتي ليس لها.




11:56م.

 
عودة
أعلى أسفل