- تاريخ التسجيل
- 22 فبراير 2010
- المشاركات
- 18,044
- المجموعة
- أنثى
- الدفعة الدراسية
- معلومة خاصة
- الكلية
- كلية الآداب
- التخصص
- لُغَة عَربِيَة ،
أستيقظ مبكرًا..
ليس لأني نشيطة جدًا!
ولكن حلقي يؤلمني بشكل مزعج
وأشعر بالألم يمتد لأعماق بطني
أغلق المكيف، مرغمة
جسدي يؤلمني
حتى متى سيستمر هذا الأمر؟!
لا يقتنع زوجي بضرورة زيارة الطبيب المختص
هو يعتقد أنه أمر مؤقت وسيزول وسننساه
ولكنه يعود في كل مرة من جديد
****
يستمر الجدال بين علي وسلمان
يتهم سلمان علي بأنه يزعجني
ولا يعطيني مساحة للراحة
يتقمص سلمان دور الحامي لي
الحامي الذي يهمه ألا يتعبني شيء
حتى لو كان هو شخصيًا
ويؤثر بضغطه على علي نوعًا ما
لطالما كان سلمان شخصًا مؤثرًا على أي حال
شعرت أن ظهور هؤلاء الأولاد المفاجئ في حياتي إشارة من الله
وكأن الله يريدني أن أتحمل أكثر
وما أظن أنني كنت سأتحمل هذه الأيام لو لا ما أحاطني به هؤلاء الأولاد من رعاية وحب
حين كنت معهم، لم أكن أشعر بالثقة تمامًا
كنت أشعر بأني مقصرة بشكل ما
واليوم.. وبوضعي هذا
كنت بحاجة لأن يخبرني أحدهم أنني أصنع فرقًا
شخص لا مصلحة لديه من إخباري بذلك
فأنا للأمانة أتلقى تعليقات إيجابية من حين لآخر
ولكن لم يكن تأثيرها علي كتأثير كلام طالب درسته قبل ما يقارب الست سنوات
يأتي ليخبرني بأن الله أرسلني له
وأنني كنت منقذته
وأنه لم يتوقع ذات يوم أن هناك معلمة مثلي
*****
تواصل معي طلاب آخرون خلال هذه الفترة
ولكن لم يكن هناك كعلي وسلمان
سلمان المتحفظ في حديثه، يتحدث بهدوء دائمًا
لديه نقطة يتوقف عندها دائمًا
يخبرني بأني شخص مميز لديه في كل مرة
ولكن بهدوء شديد
ويعترف بأن قلبه يرفرف بحديثي
دون أن يبدي ذلك بوضوح
حين أتحدث مع سلمان، أشعر بالسكينة
يطمئن قلبي وروحي
ويتعامل سلمان معي كشخص مسؤول عن صحتي وسلامتي
يغضبه أي شيء قد يؤذيني، حتى الصداع
كعادته.. منذ أن كان في الصف الخامس
حتى أني كنت أطلق عليه لقب "البودي قارد" التابع لي
أما علي، فهو مختلف عن سلمان بشكل كبير
يغرقني بالكلمات في كل مرة
ويرغب بالتحدث بلا توقف
ولا يقلقه أن يخبرني بأنه سعيد جدًا لأنه يتحدث معي
علي ولد عاطفي جدًا
ولكني لا أمتلك عنه الكثير من الذكريات
وكل ما أتذكره كان يحيط به، ولا يخصه شخصيًا
لذا أشعر وكأنه شخص تعرفت عليه للتو
الفرق أنه في الحقيقة جاء من الماضي
كنت أردد دائمًا، أني لا أرغب أن يكون لدي طلاب لا مرئيين من قبلي
وكنت أحرص على رؤية الضعيف في التحصيل كرؤيتي للمتفوق
ورؤية الهادئ كرؤيتي للمزعج
ولكن علي لم يكن من هؤلاء
كان علي ولد صامت أغلب الوقت
ولكن ليس صامتًا تمامًا، فقد كان في صفه ولد صامت لا زلت أتذكره جيدًا
ولم يكن ولدًا كسولًا لأتذكره مع ضعاف التحصيل الذين يستغرقون مني وقتًا إضافيًا
ولم يكن ولدًا متفاعلًا معي حتى أذكره مع الشطار
ولم يكن مع المؤدبين جدًا لكي أذكره مع من يُضرب بهم المثل في الهدوء والأدب
ولم يكن مع المشاغبين الذين يجبروني على تذكرهم بسبب مشاكلهم
باختصار..
كان علي الطالب غير المرئي الذي خشيت وجوده في صفي
لم أكن أراه.. يجب أن أعترف بذلك!
وفي الحقيقة..
شعرت أن علي يشبهني كثيرًا في هذا الأمر
هو غير مرئي رغم أنه موجود
كنت أنا هذه الطالبة تمامًا
ومتأكدة أن هناك الكثير من المعلمات اللاتي درسنني لن يتذكرن وجودي
بغض النظر عن جودة ذاكرتهن!
لذا، كما سبق وقلت..
أشعر وكأني أتعرف على علي للتو
وكأنه شخص جديد في حياتي، وليس من الماضي
ولكن الغريب في الأمر
هو أنني أشعر بالفعل أن لهذا الولد امتداد في قلبي
أشعر بصدق أنه أحد أولادي
فأنا أعرف الكثير من الأولاد، الذين لم يكونوا طلابي
يعرفوني كمعلمة، لم تدرسهم من قبل، ولن تكون معلمتهم
وقد أحبهم للأمانة رغم ذلك
لكني لا أشعر بأن لهم امتداد في قلبي كما أشعر مع أولادي
فأولادي لهم مكان خاص، ومختلف عن البقية
*****
توقف السيل
# معلمة في مهب الريح
ليس لأني نشيطة جدًا!
ولكن حلقي يؤلمني بشكل مزعج
وأشعر بالألم يمتد لأعماق بطني
أغلق المكيف، مرغمة
جسدي يؤلمني
حتى متى سيستمر هذا الأمر؟!
لا يقتنع زوجي بضرورة زيارة الطبيب المختص
هو يعتقد أنه أمر مؤقت وسيزول وسننساه
ولكنه يعود في كل مرة من جديد
****
يستمر الجدال بين علي وسلمان
يتهم سلمان علي بأنه يزعجني
ولا يعطيني مساحة للراحة
يتقمص سلمان دور الحامي لي
الحامي الذي يهمه ألا يتعبني شيء
حتى لو كان هو شخصيًا
ويؤثر بضغطه على علي نوعًا ما
لطالما كان سلمان شخصًا مؤثرًا على أي حال
شعرت أن ظهور هؤلاء الأولاد المفاجئ في حياتي إشارة من الله
وكأن الله يريدني أن أتحمل أكثر
وما أظن أنني كنت سأتحمل هذه الأيام لو لا ما أحاطني به هؤلاء الأولاد من رعاية وحب
حين كنت معهم، لم أكن أشعر بالثقة تمامًا
كنت أشعر بأني مقصرة بشكل ما
واليوم.. وبوضعي هذا
كنت بحاجة لأن يخبرني أحدهم أنني أصنع فرقًا
شخص لا مصلحة لديه من إخباري بذلك
فأنا للأمانة أتلقى تعليقات إيجابية من حين لآخر
ولكن لم يكن تأثيرها علي كتأثير كلام طالب درسته قبل ما يقارب الست سنوات
يأتي ليخبرني بأن الله أرسلني له
وأنني كنت منقذته
وأنه لم يتوقع ذات يوم أن هناك معلمة مثلي
*****
تواصل معي طلاب آخرون خلال هذه الفترة
ولكن لم يكن هناك كعلي وسلمان
سلمان المتحفظ في حديثه، يتحدث بهدوء دائمًا
لديه نقطة يتوقف عندها دائمًا
يخبرني بأني شخص مميز لديه في كل مرة
ولكن بهدوء شديد
ويعترف بأن قلبه يرفرف بحديثي
دون أن يبدي ذلك بوضوح
حين أتحدث مع سلمان، أشعر بالسكينة
يطمئن قلبي وروحي
ويتعامل سلمان معي كشخص مسؤول عن صحتي وسلامتي
يغضبه أي شيء قد يؤذيني، حتى الصداع
كعادته.. منذ أن كان في الصف الخامس
حتى أني كنت أطلق عليه لقب "البودي قارد" التابع لي

أما علي، فهو مختلف عن سلمان بشكل كبير
يغرقني بالكلمات في كل مرة
ويرغب بالتحدث بلا توقف
ولا يقلقه أن يخبرني بأنه سعيد جدًا لأنه يتحدث معي
علي ولد عاطفي جدًا
ولكني لا أمتلك عنه الكثير من الذكريات
وكل ما أتذكره كان يحيط به، ولا يخصه شخصيًا
لذا أشعر وكأنه شخص تعرفت عليه للتو
الفرق أنه في الحقيقة جاء من الماضي
كنت أردد دائمًا، أني لا أرغب أن يكون لدي طلاب لا مرئيين من قبلي
وكنت أحرص على رؤية الضعيف في التحصيل كرؤيتي للمتفوق
ورؤية الهادئ كرؤيتي للمزعج
ولكن علي لم يكن من هؤلاء
كان علي ولد صامت أغلب الوقت
ولكن ليس صامتًا تمامًا، فقد كان في صفه ولد صامت لا زلت أتذكره جيدًا
ولم يكن ولدًا كسولًا لأتذكره مع ضعاف التحصيل الذين يستغرقون مني وقتًا إضافيًا
ولم يكن ولدًا متفاعلًا معي حتى أذكره مع الشطار
ولم يكن مع المؤدبين جدًا لكي أذكره مع من يُضرب بهم المثل في الهدوء والأدب
ولم يكن مع المشاغبين الذين يجبروني على تذكرهم بسبب مشاكلهم
باختصار..
كان علي الطالب غير المرئي الذي خشيت وجوده في صفي
لم أكن أراه.. يجب أن أعترف بذلك!
وفي الحقيقة..
شعرت أن علي يشبهني كثيرًا في هذا الأمر
هو غير مرئي رغم أنه موجود
كنت أنا هذه الطالبة تمامًا
ومتأكدة أن هناك الكثير من المعلمات اللاتي درسنني لن يتذكرن وجودي
بغض النظر عن جودة ذاكرتهن!
لذا، كما سبق وقلت..
أشعر وكأني أتعرف على علي للتو
وكأنه شخص جديد في حياتي، وليس من الماضي
ولكن الغريب في الأمر
هو أنني أشعر بالفعل أن لهذا الولد امتداد في قلبي
أشعر بصدق أنه أحد أولادي
فأنا أعرف الكثير من الأولاد، الذين لم يكونوا طلابي
يعرفوني كمعلمة، لم تدرسهم من قبل، ولن تكون معلمتهم
وقد أحبهم للأمانة رغم ذلك
لكني لا أشعر بأن لهم امتداد في قلبي كما أشعر مع أولادي
فأولادي لهم مكان خاص، ومختلف عن البقية
*****
توقف السيل

# معلمة في مهب الريح

التعديل الأخير: